عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

مقدّر فتدخل على الجملة اسميّة كانت نحو: ½بلغني أنْ زيد قائم¼ أو فعليّة نحو: ½بلغني أنْ قد قام زيد¼، ويجب دخول السين أو ½سوف¼ أو ½قد¼ أو حرف النفي على الفعل([1])كقوله تعالى: ﴿عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى﴾[المزمل:20]، والضمير المستتر اسم ½أنّ¼ والجملة خبرها، و½كأنّ¼ للتشبيه([2])نحو: ½كأنّ زيداً الأسد¼، وهو مركّب من كاف التشبيه و½إنّ¼ المكسورةِ، وإنّما فتحت([3])لتقدّم الكاف عليها تقديره ½إنّ زيداً



([1]) قوله: [على الفعل] أي: على الفعل الّذي تدخل عليه ½أنّ¼ المفتوحة المخفّفة نحو: ﴿عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى﴾[المزمل: ٢٠] وكقول الشاعر: شعر

وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ يَنْفَعُهُ

أَنْ سَوْفَ يَأتِيْ كُلُّ مَا قُدِّرَا

ونحو: ﴿لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ﴾[الجن: 28]، فلزوم هذه الأمور الثلثة للفرق بين ½أنْ¼ المخفّفة و½أنْ¼ المصدريّة الناصبة، وليكون كالعوض من النون المحذوفة، وأمّا لزوم حرف النفي نحو: ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ﴾[طه: ٨٩] فليس إلاّ ليكون كالعوض من النون؛ لأنّ الفرق بين المخفّفة والمصدريّة الناصبة لا يحصل بمجرّد حرف النفي؛ لأنّه يجتمع مع كلّ واحدة منهما فالفارق بينهما إمّا من حيث المعنى؛ لأنّه إن عني بحرف النفي الاستقبال فهي المخفّفة وإلاّ فهي المصدريّة الناصبة، وإمّا من حيث اللفظ؛ لأنّه إن كان الفعل المنفيّ منصوباً فهي المصدريّة الناصبة، وإلاّ فهي المخفّفة. "ي".

([2]) قوله: [و½كأنّ¼ للتشبيه] أي: لإنشاءه، وقد تكون للشكّ نحو: ½كأنك تمشي¼.

([3]) قوله: [وإنّما فتحت... إلخ] جواب سؤال ظاهر وهو أنّ كلمة ½كأنّ¼ لمّا لم تكن حرفاً برأسها بل كانت مركّبة من كاف التشبيه و½إنّ¼ المكسورة فمن أين جاء الفتح في ½كأنّ¼ على الهمزة؟ فأجاب بقوله: ½وإنّما فتحت لتقدم الكاف عليها¼، وتفتح همزة ½أنّ¼ بعد حرف الجرّ كما عرفت؛ لأنّ حرف الجرّ لا يدخل إلاّ على المفرد فتفتح ½أنّ¼ ههنا رعاية للصورة وإن كان المعنى على الكسر، فتقدير ½كأنّ زيداً الأسد¼: ½إنّ زيداً كالأسد¼ ثمّ قدّمت الكاف ليعلم إنشاء التشبيه من أوّل الأمر، وهذا أي: كون ½كأنّ¼ مركّبة من كاف التشبيه و½إنّ¼ المكسورة ما ذهب إليه الخليل وتابعه المص، والجمهور على أنها حرف برأسها حملاً على نظائرها وليست بمركّبة، ولأنّ الأصل عدم التركيب وهو الصحيح. "ي" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279