عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

معنىً في نفسها بل تدلّ على معنىً في غيرها، نحو: ½مِن¼ فإنّ معناها الابتداء وهي لا تدلّ عليه إلاّ بعد ذكر ما منه الابتداء كـ½البصرة¼ و½الكوفة¼ مثلاً، تقول: ½سرت من البصرة إلى الكوفة¼، وعلامته أن لا يصحّ الإخبار عنه ولا به، وأن لا يقبل علامات الأسماء ولا علامات الأفعال، وللحرف([1])في كلام العرب فوائد، كالربط بين الاسمين نحو: ½زيد في الدار¼، والفعلين نحو: ½أريد أن تضرب¼، أو اسم وفعل كـ½ضربت بالخشبة¼، أو الجملتين نحو: ½ إن جاءني زيد أكرمته¼، وغير ذلك من الفوائد الّتي تعرفها في القسم الثالث إن شاء الله تعالى. ويسمّى حرفاً لوقوعه في الكلام حرفاً أي: طرفاً إذ ليس([2])مقصوداً بالذات مثل المسند والمسند إليه. فصل: الكلام([3]): لفظ تضمّن كلمتين



([1]) قوله: [وللحرف] لَمّا قال: ½إنّ الحرف لا يكون مُخبَراً عنه ولا مُخبَراً به¼ توهّم أنّ البحث عنه بلا فائدة، فاندفع بقوله: ½وللحرف في كلام العرب فوائد¼ يعنى: للحرف في كلام العرب أمور ثابتة بعيدة عن الشكّ، وفي ذكر ½فوائد¼ بصيغة جمع الكثرة إيماء إلى كثرة فوائده، "ي".

([2]) قوله: [إذ ليس... إلخ] كأنه جواب سؤال تقديره: أنه لا نسلّم أنّ الحرف في طرف الكلام؛ لأنّ ½في¼ في قولكم: ½زيد في الدار¼ ليس في طرف، فأجاب المص بقوله: ½إذ ليس... إلخ¼ فإذا لَم يكن مقصوداً بذاته كان طرفاً من المقصود، "ه".

([3]) قوله: [الكلام... إلخ] الكلام في اللغة: ما يتكلّم به، وفي الاصطلاح: ما قال المص، وقوله: ½لفظ¼ جنس يشتمل الموضوع والمهمل، وقوله: ½تضمّن كلمتين¼ فصل خرج به المهملات والمفردات، وقوله: ½بالإسناد¼ فصل آخر خرج به المركّبات الغير الكلاميّة مِمّا لا إسناد فيه كالتركيب الإضافِيّ والتعداديّ والصوتِيّ وغيرها لعدم الإسناد فيها، ثُمّ المراد بـ½كلمتين¼ أعمّ من أن تكونا حقيقيّتين أو حكميّتين فلا يخرج من تعريف الكلام مثل ½جسق مهمل¼؛ لأنه في حكم ½هذا اللفظ مهمل¼ و½ديز مقلوب زيد¼ في حكم ½هذا اللفظ مقلوب زيد¼، فإن قلت: تعريف الكلام ليس بجامع لأفراده؛ لأنه خرج منه مثل ½زيد قائم¼؛ لأنه ليس ههنا لفظ آخر حتّى يكون متضمّناً لهذين الكلمتين، قلنا: كلّ واحد من الكلمتين فيه متضمّن لأخرى كتضمّن الكلّ للجزء كصورة الإنسان من حيث المجموع متضمّن لأجزاءه كاليد والرجل وكذا البيت متضمّن للسقف والجدران، "ه".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279