عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

زرتني أكرمتك¼، و½لو¼ للماضي([1])وإن دخلت على المضارع نحو: ½لو تزورني أكرمتك¼، ويلزمهما([2])الفعل لفظاً كما مرّ، أو تقديراً نحو: ½إن أنت زائري فأنا أكرمك¼، واعلم أنّ ½إنْ¼ لاتستعمل إلاّ في الأمور المشكوكة فلا يقال([3]): ½آتيك إن طلعت الشمس¼، بل يقال: ½آتيك إذا طلعت الشمس¼، و½لو¼ تدلّ على نفي الجملة الثانية بسبب نفي الجملة الأولى كقوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ([4])فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[الأنبياء:



([1]) قوله: [و½لَوْ¼ للماضي] ولو دخلت على المضارع أي: سواء دخلت على الماضي أو المضارع نحو: ½لو ضربتني ضربتك¼ و½لو تضربني أضربك¼ فمعنى المثال الثاني بعينه معنى المثال الأوّل، أي: لو وقع منك ضربي في الماضي فقد وقع منّي ضربك أيضاً فيه، وقد تستعمل ½لَوْ¼ للمستقبل كقوله تعالى: ﴿وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ﴾[البقرة: 221]، وقد تجئ بمعنى ½أنْ¼ الناصبة كقوله تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾[القلم: 9]. "ي".

([2]) قوله: [ويلزمهما] أي: يلزم ½إنْ¼ و½لَوْ¼ الفعل لفظاً أو تقديراً أمّا لفظاً فكما مرّ من الأمثلة، وأمّا معنى فنحو قوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ﴾ [التوبة: 6] أي: وإن استجارك أحد، ونحو: ½إن أنت زائري فأنا أكرمك¼ أي: إن كنت زائري... إلخ، فلمّا حذف الفعل ولم يجز استعمال المتّصل بدون المتّصل به أبدل الضمير المتّصل بمنفصل. "ي".

([3]) قوله: [فلا يقال... إلخ] لأنّ طلوع الشمس من الأمور المقطوع بها وليس من الأمور المشكوكة المحتملة، بل يقال: ½آتيك إذا طلعت الشمس¼؛ لأنّ ½إِذَا¼ إنّما تستعمل في الأمور المقطوع بها. "ي".

([4]) قوله: [لو كان... إلخ] ½لَوْ¼ ههنا تدلّ على لزوم الفساد لتعدّد الآلهة، والفساد منتف قطعاً فعلم من ذلك انتفاء التعدّد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279