عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

يكون الفعل الّذي تدخل عليه حرف الشرط ماضياً لفظاً نحو: ½والله إن أتيتني لأكرمتك¼، أو معنى نحو: ½والله إن لم تأتني لأهجرتك¼، وحينئذ([1])تكون الجملة الثانية في اللفظ جواباً للقسم لا جزاء للشرط، فلذلك([2])وجب فيها ما وجب في جواب القسم من اللام ونحوها كما رأيت في المثالين، أمّا إن وقع القسم في وسط الكلام([3]) جاز أن يعتبر القسم بأن يكون الجواب له نحو: ½إن أتيتني والله لآتينّك¼، وجاز أن يلغى نحو: ½إن تأتني والله آتك¼، و½أمّا¼ لتفصيل([4])ما ذكر مجملاً نحو:



([1]) قوله: [حينئذ] أي: حين إذا وقع القسم في أوّل الكلام وتقدّم على الشرط تكون الجملة الثانية في اللفظ جواباً للقسم لا جزاء للشرط؛ لئلاّ يلزم كون الفعل الواحد مجزوماً وغير مجزوم، وتكون في المعنى جواباً للقسم والشرط جميعاً أمّا كونه جواباً للقسم فلكون اليمين عليه، وأمّا كونه جزاء للشرط فلكونه مشروطاً بالشرط.

([2]) قوله: [فلذلك] أي: فلأجل أنّ الجملة الثانية حينئذ تكون في اللفظ جواباً للقسم لا جزاء للشرط وجب فيها ما يجب في جواب القسم من اللام ونحوها.

([3]) قوله: [وسط الكلام] بأن يتقدّم عليه الشرط أو غيره، جاز أن يعتبر القسم ويلغى الشرط بأن يكون الجواب للقسم، وجاز أن يلغى القسم ويعتبر الشرط بأن يكون الجواب جزاء للشرط.

([4]) قوله: [½أمّا¼ لتفصيل...إلخ] أي: لتفصيل ما أجمله المتكلّم في الذكر أي: ما ذكر مجملاً كقولك: ½جاءني إخوتك أمّا زيد فأكرمته وأمّا عمرو فأهنته وأمّا بكر فأعرضت عنه¼، وقد يجئ ½أمّا¼ لتفصيل ما أجمله المتكلّم في الذهن ويكون معلوماً للمخاطَب بواسطة قرائن كما إذا ابتدأت بقولك: ½أمّا زيد فأكرمته... إلخ¼ يعلم المخاطَب مجيء إخوته، وقد تجئ للاستيناف من غير أن يتقدّمها إجمال كـ½أمّا¼ الواقعة في أوائل الكتب، فإن قلت: إنّ كلمة ½أمّا¼ على قسمين: تفصيليّة واستينافيّة والأولى شرطيّة والثانية غير شرطيّة، فلا بدّ من الفرق بينهما، قلنا: إنّ كون ½أمّا¼ شرطيّة مشروط بشرطين: لزوم الفاء في جوابها، وسببيّة الأوّل للثاني. "تك" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279