عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

و½مثلث¼([1])و½أخر¼([2])و½جمع¼([3])،........................................

 



([1]) قوله: [كثلث ومثلث] مثالان لاجتماع العدل مع الوصف، وأيضاً للعدل التحقيقيّ؛ لأنهما لَمّا وُجدا في كلامهم غير منصرفين، ولَم يوجد فيهما سبب ظاهر غير الوصفيّة والسبب الواحد لا يكفي في منع الصرف قدّر فيهما العدل التحقيقيّ؛ لأنّ العدل التحقيقيّ ما وجد فيه دليل على وجود الأصل غير منع الصرف، وفيهما أيضاً وجد الدليل على وجود الأصل، وهو أنّ معناهما مكرّر أي: معنى كلّ واحد منهما ثلثة ثلثة، وتكرار المعنى يدلّ على تكرار اللفظ وليس التكرار فيهما فعلم أنهما معدولان عن لفظ مكرّر هو ثلثة ثلثة، فإذا تقرّر العدل التحقيقيّ اجتمع مع الوصف وهو ثلثيّة، فإن قلت: الوصف المعتبر في سببيّة منع الصرف هو الوصف الأصليّ لا العارضيّ، والوصف في ½ثلث¼ و½مثلث¼ عارضيّ؛ لأنّ ½الثلاثة¼ وضع لمرتبة معيّنة من مراتب العدد وهو ما فوق الإثنين وتحت الأربعة فلا وصفيّة فيهما وضعاً، قلنا: إنّ الأمر كذلك إلاّ أنه لَمّا عدل ½ثلث¼ و½مثلث¼ عن ½ثلثة ثلثة¼ صار ذلك الوصف أصلهما على أنّ العدل وضع ثان، وخروج ½ثلث¼ و½مثلث¼ عن ½ثلثة ثلثة¼ ليس إلاّ للموصوف فصار ذلك أصليًّا، "ه".

([2]) قوله: [وأخر] مثال لاجتماع العدل مع الوصف، وأيضاً مثال للعدل التحقيقيّ؛ لأنه جمع ½أخرى¼ وهو مؤنّث ½آخر¼، و½آخر¼ اسم التفضيل، وكان قياس اسم التفضيل أن يستعمل بأحد الأمور الثلاثة: بالإضافة نحو: ½أفضل القوم¼، أو باللام نحو: ½الأفضل¼، أوبِـ½مِنْ¼ نحو: ½أفضل من عمرو¼، ولفظ ½اُخَر¼ يستعمل بغير أحد الأمور الثلثة، فعلم أنه معدول إمّا عمّا يستعمل باللام أي: عن ½الأخر¼ ووجهه أنّ استعمال اسم التفضيل باللام أصل بالنسبة إلى الآخرين؛ لأنه يستعمل مطابقاً للموصوف كما هو قاعدة الصفة لموصوفها، وإمّا عمّا يستعمل بِـ½مِنْ¼ أي: عن ½أخر من¼ على ما هو الأصل في اسم التفضيل وهو ذكر المفضّل عليه وهو موجود فيه أي: في استعمال اسم التفضيل بـ½من¼، فإن قلت: العدل كما يكون في ½اُخَر¼ كذلك في سائر الجموع المؤنّثة مثل ½نُصَر¼ و½ضُرَب¼ جمع ½نُصْرَى¼ و½ضُرْبَى¼، فما الوجه لتخصيص ½اُخر¼ بالبيان؟ قلنا: سلّمنا أنّ العدل ثابت في الكلّ لكنّ تخصيص ½اُخر¼ لدفع وهم وهو أنّ معنى التفضيل زال عنه؛ لأنه يستعمل في معنى غير، ولهذا لا يشترط أيضاً فيه خواصّ اسم التفضيل وهو الاستعمال باللام أو بِـ½من¼، وأمّا صيغ أخرى فباقية على معنى التفضيل فلا شبهة فيها، فإن قلت: ½أخر¼ جمع و½أخر من¼ مفرد ولا يجوز أن يكون الجمع معدولاً عن المفرد، قلنا: ½أخر من¼ بمعنى الجماعة دون المفرد كـ½أفضل¼ في قولنا: ½علمائنا أفضل من علمائهم¼، "ه" وغيره.

([3]) قوله: [وجمع] فإنّه معدول عن ½جُمْع¼ أو عن ½جَمَاعَى¼ أو عن ½جَمْعَاوَات¼؛ لأنها جموع ½جمعاء¼ والجمعاء إن كان صفة يجمع على ½فُعْل¼ كـ½حُمْر¼ جمع حمراء، وإن كان اسماً محضاً يجمع على ½فَعَالَى¼ أو ½فعلاوات¼ كـ½صحارى¼ أو ½صحراوات¼ جمع صحراء، ولَمّا جاء على ½فُعَل¼ ثبت أنه معدول عن أحد ما ذكر، فإن قلت: هذا منقوض بنحو ½أقوس¼ و½أنيب¼؛ لأنهما أجوفان، والقاعدة في الأجوف واويًّا كان أو يائيًّا أن يجمع على ½أَفْعَال¼ وهما على ½أَفْعُل¼ فينبغي أن يحملا على العدل، قلنا: إنّ أوزان العدل محصورة مشهورة وهما ليسا على شئ منها فيحملان على الشذوذ دون العدل، "ه" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279