عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

تقول في المتوافقين: ½ضربت وأكرمت زيداً¼ و½ضربت وأكرمت الزيدين¼ و½ضربت وأكرمت الزيدين¼، وفي المتخالفين: ½ضربت وأكرمني زيد¼ و½ضربت وأكرمني الزيدان¼ و½ضربت وأكرمني الزيدون¼، وإن كان الفعلان من أفعال القلوب يجب([1])إظهار المفعول للفعل الأوّل كما تقول: ½حسبني منطلقاً وحسبت زيداً منطلقاً¼؛ إذ لا يجوز حذف المفعول من أفعال القلوب وإضمار المفعول قبل الذكر هذا هو مذهب البصريين، وأمّا إن أعملت الفعل الأوّل على مذهب الكوفيين فانظر إن كان الفعل الثاني يقتضي الفاعل أضمرت الفاعل([2]).....................

 



([1]) قوله: [يجب... إلخ] لَمّا تنازع ½حسبنِي¼ و½حسبت¼ فِي ½منطلقاً¼ وأعملت فيه ½حسبت¼ وجب إظهار المفعول للفعل الأوّل؛ لأنه لا يجوز حذف المفعول من أفعال القلوب ولا الاقتصار على أحد مفعوليها، فإن قلت: ينقض هذا القول بقوله تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ﴾[آل عمران : 180] تقديره: ½ولا يحسبَنّ بُخلهم هو خيراً لَهم¼، فأحد المفعولين أعنِي: ½بُخلهم¼ محذوف، قلنا: يجوز أن يكون المفعول الأوّل ضمير ½هو¼ راجعاً إلى البخل، ويجوز وضع الضمير المرفوع موضع المنصوب والمجرور نحو: ﴿إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾[سورة البقرة: ٣٢]، ونحو: ½ما أنا كأنت¼، فإن قلت: لَمّا لَم يجز حذف أحد المفعولين فينبغي أن يضمر فِي الأوّل فلِم تعيّن الإظهار، قلنا: على هذا يلزم الإضمار قبل الذكر في الفضلة وهو غير جائز، "ي".

([2]) قوله: [أضمرت الفاعل] على موافقة الاسم الظاهر فِي الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث كما تقول فِي المتوافقين فِي الاقتضاء بأن يقتضي كلّ واحد منهما فاعليّة ذلك الاسم الظاهر: ½ضربنِي وأكرمنِي زيد¼ بإضمار ½هو¼ فِي الثانِي، و½ضربنِي وأكرمانِي الزيدان¼ بإضمار ألف التثنية فِي الثانِي، و½ضربنِي وأكرمونِي الزيدون¼ بإضمار الواو فِي الثانِي، وإنّما أضمر الفاعل فِي هذه الصور لتقدّم مرجع الضمير مرتبة؛ لأنّ حقّ المعمول أن يتّصل بعامله، وإذا كان الاسم معمولاً للفعل الأوّل صار

متقدّماً رتبة وإن كان مؤخّراً لفظاً، فلا يلزم الإضمار قبل الذكر، "ه".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279