عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

أن يكون نكرة، والنكرة([1])إذا وصفت جاز أن تقع مبتدأ نحو: قوله تعالى: ﴿وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ﴾[البقرة: 221] وكذا([2])إذا تخصّصت بوجه آخر نحو: ½أرجل في الدار([3])أم امرأة؟¼ .........................

 



([1]) قوله: [والنكرة... إلخ] أي: النكرة إذا وصفت بصفة مفردة كانت أو جملة أو مصغّراً؛ لأنّ التصغير أيضاً بِمنـزلة الوصف، جاز أن تقع تلك النكرة مبتدأ نحو: ﴿ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ﴾[سورة البقرة:٢٢١] فـ½عبد¼ يطلق على المؤمن والكافر، وحيث وصف بـ½مؤمن¼ قلّ اشتراكه وصار مخصّصاً فيكون مبتدأ و½خير¼ خبره، وكذا نحو: ½رُجيل قاعد¼ كأنه قيل: ½رجل حقير قاعد¼ فيكون فِي حكم الوصف، "ي".

([2]) قوله: [وكذا] أي: كما أنّ النكرة تقع مبتدأ إذا وصفت بصفة كذلك تقع مبتدأ أذا تخصّصت بوجه آخر غير الوصف، ووجوه التخصيص ستّة الأوّل: توصيف النكرة أو إضافتها إلى نكرة أخرى، والثانِي: استعمال النكرة مع الهمزة المقارنة بِها ½أم¼ الْمتّصلة، والثالث: وقوع النكرة فِي سياق النفي، والرابع: وقوع النكرة فِي الجملة الّتِي عدلت من الفعليّة إلَى الاسميّة، والخامس: تقدّم الظرف على النكرة، والسادس: إسناد النكرة إلى المتكلّم، واعلم أنّ هذا عند المتأخّرين، وأمّا عند الْمحقّقين فلا حاجة إليها؛ لأنهم يقولون: إنّ المراد من باب المبتدأ والخبر هو فائدة المخاطب فإذا حصلت الفائدة جاز الحكم على شيء بغير تخصيصه فيصح مثل ½موت قدح كلّ أناس شاربوها¼ و½قبر باب كلّ أناس داخلوه¼ لِحصول الفائدة، ولا يصحّ أن يقال: ½رجل قائم¼ لعدم حصول الفائدة، وهذا هو أقرب إلَى الصواب، "ي، ه".

([3]) قوله: [أرجل فِي الدار...اهـ] فإنّ الرجل والامرأة نكرتان مخصّصتان بالنظر إلى علم المتكلّم فإنّ المتكلّم يعلم كون أحدهما مخصّصاً وإنّما يسئل المخاطَب عن تعيين أحدهما؛ لأنّ ½أم¼ الْمتّصلة المتعادلة لِهمزة للسؤال عن التعيين والسوال عنه إنّما يكون بعد العلم بثبوت الخبر لأحدهما عنده، ولِهذا يقال فِي جوابه: ½رجل¼ أو ½امرأة¼ دون ½نعم¼، فإذا كان الخبر معلوماً صار بمنـزلة الصفة؛ لأنّ الصفة من شأنِها أن تكون معلومة للسامع قبل إجرائها على الموصوف، ولذا قيل: الصفات قبل العلم بِها أخبار والأخبار بعد العلم بِها صفات، فصارا كأنهما تخصّصا بالصفة، والأولى أن يقال: إنّهما تخصّصا بوقوعهما فِي سياق الاستفهام؛ لأنّ النكرة فِي سياقه فِي تأويل المعرفة؛ إذ المعنى أهذا الجنس فِي الدار أم ذلك الجنس فيها، كذا فِي "لب" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279