عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

شأنك وعمرواً¼؛ لأنّ المعنى ما تصنع. فصل: الحال لفظ يدلّ([1])على بيان هيئة الفاعل أو المفعول به أو كليهما([2])نحو: ½جاءني زيد راكباً¼



([1]) قوله: [الحال لفظ يدلّ... إلخ] الحال فِي اللغة: الصفة كما يقال: ½كيف حالك¼ أي: صفتك، وتطلق أيضاً على الزمان الّذي أنت فيه، وفِي الاصطلاح: ما أشار إليه المص، واعلم أنّ الحال على سبعة أقسام، الأوّل: حال منتقلة وهي الّتِي تصلح أن تنتقل عن صاحبها نحو: ½جاءنِي زيد راكباً¼، والثانِي: مؤكِّدة وهي الّتِي لا تنفكّ عن صاحبها غالباً نحو: ½زيد أبوك عطوفاً¼ فإنّ العطوفيّة لازم للأب غالباً، والثالث: دائمة وهي الّتِي لا تنفكّ عن صاحبها أبداً نحو ﴿وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً﴾[سورة النساء:١٦٦]، والرابع: مترادفة وهي أن تكون أكثر من واحدة، والخامس: متداخلة وهي الحال الّتِي جاءت عن ضمير الحال نحو: ½جاء زيد راكباً قاتلاً¼ فإن كان ½راكباً¼ و½قاتلاً¼ حالين عن ½زيد¼ فهي حال مترادفة، وإن كان الثانِي حالاً عن الضمير فِي ½راكباً¼ فهي حال متداخلة، والسادس: حقيقيّة وهي متحقّقة فِي زمان التكلّم نحو: ½جاء زيد راجلاً¼ وتسمّي ½حالاً محقّقة¼، والسابع: مقدّرة وهي مقدّرة ومفروضة أي: ليس بمتحقّق فِي الحال لكنّ تحقّقه فِي الزمان المستقبل يكون لا محالة فيصحّ فرضه فِي زمان التكلّم نحو قوله تعالى: ﴿فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ﴾[سورة النحل:٦٩] أي: مقدّرين الخلودَ، "ه".

([2]) قوله: [أو كليهما] أي: الفاعل والمفعول به جميعاً من حيث إنّهما فاعل ومفعول، فبذكر الهيئة احترز عن التمييز؛ لأنه يدلّ على ذات الشئ دون الهيئة، وبإضافة الهيئة إلَى الفاعل والمفعول احترز عن صفة المبتدأ فِي مثل ½زيد العالِم أخوك¼؛ لأنها تدلّ على هيئة غير الفاعل والمفعول، وقيل: الحال لا تقع عن غير الفاعل والمفعول إلاّ عمّا فِي معناهما فلا يقال: ½ضربت الضرب شديداً¼ إلاّ بتأويل ½أحدثت الضرب شديداً¼ فيكون حالاً عن المفعول به، فإن قلت: قد يَقع الحال عن المضاف إليه نحو قوله تعالى:﴿ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً﴾[سورة البقرة:١٣٥] وقوله تعالى:﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً﴾[سورة الحجرات:١٢] قلنا: الحال عن المضاف إليه إنّما يصحّ ويجوز إذا كان المضاف فاعلاً أو مفعولاً بحيث لو حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه لاستقام المعنى كما فِي الآيتين فإنّه لو قيل: ½نتّبع إبراهيم حنيفاً¼ لاستقام المعنى وكذا لو قيل: ½أن يأكل أخاه ميتاً¼، فيكون المضاف إليه فِي مثل هذا الموضع فِي حكم المضاف، فيكون فاعلاً أو مفعولاً حكماً، "ي" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279