عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

الحال معرفة غالباً كما رأيت في الأمثلة المذكورة، فإن كان([1])ذو الحال نكرة يجب تقديم الحال عليه نحو: ½جاءني راكباً رجل¼ لئلاّ تلتبس بالصفة في حالة النصب في مثل قولك: ½رأيت رجلاً راكباً¼، وقد تكون الحال جملة خبريّة([2])نحو: ½جاءني زيد وغلامه راكب¼ أو ½يركب



([1]) قوله: [فإن كان... إلخ] أي: إن كان ذوالحال نكرة محضة ولا تكون الحال مشتركة بين المعرفة والنكرة يجب تقديم الحال على ذي الحال؛ لئلاّ تلتبس بالصفة فِي حالة النصب نحو: ½رأيت رجلاً راكباً¼ فإنّه يصحّ أن يكون ½راكباً¼ حالاً عن ½رجلاً¼ أو صفة له مع استقامة المعنى فِي كلا الصورتين، وإذا قدّم ارتفع الالتباس بالصفة؛ لأنّ الصفة تابعة للموصوف والتابع لا يتقدّم على المتبوع بخلاف الحال، فإنّها لَم تكن تابعة فلا مانع من تقديمها على ذي الحال، فإن قلت: إذا كان ذوالحال نكرة وجب تقديم الحال عليه فينبغي أن يقدّم ½راكباً¼ على ½رجل¼ فِي مثل ½مررت برجل راكباً¼، قلنا: إنّ المراد بالنكرة غير مجرورة، وإن كان نكرة مجرورة امتنع تقديم الحال عليه؛ لأنّ الحال متعلّقة لذي الْحال فلمّا امتنع تقديْم الْمجرور على الجارّ امتنع تقديم متعلّقه، "ه" وغيره.

([2]) قوله: [جملة خبريّة] أمّا كونُها جملة فلأنّ الغرض من الحال وهو بيان هيئة الفاعل والمفعول وهو كما يحصل بالمفردات كذلك يحصل بالجمل، وأمّا كونُها خبريّة فلأنّ الحال مربوطة بذي الحال والإنشاءُ لا يقبل الربط فلا يقع حالاً وصفة، واعلم أنّ للحال قواعد إذا كانت جملة منها: إن كانت الحال جملة اسميّة فتكون مشتملة على الواو والضمير معاً؛ لأنّ الجملة الاسميّة أكّدت فِي الاستقلال فلا بدّ فيها من رابط قويّ وهو الواو والضمير معاً نحو: ½جاءنِي زيد وأبوه قائم¼، أو تكون مشتملة على الواو وحده؛ لأنّ الواو تقع فِي أوّل الكلام وجوباً فيدلّ على الربط من أوّل الوهلة نحو قوله عليه الصلاة والسلام: ½كنت نبيًّا وآدم بين الروح والجسد¼، "در". أو تكون مشتملة على الضمير وحده لكنّه على ضعف؛ لأنّ الضمير لا يقع فِي أوّل الكلام وجوباً فلا يدلّ على الربط من أوّل الوهلة نحو: ½جاءنِي زيد غلامه راكب¼ ونحو½كلّمتُه فوه إلَى فِيّ¼، ومنها: أنها إن كانت جملة فعليّة فإن كانت مضارعاً مثبتاً وجب أن تكون مشتملة على الضمير وحده لشبه المضارع باسم الفاعل الّذي لا يجوز الواو معه فِي صورة الحال نحو: ½جاءنِي زيد يركب غلامه¼، وإن كانت مضارعاً منفيًّا فتكون مشتملة على الضمير والواو أو على أحدهما؛ لأنّ الجملة الفعليّة ليست بمؤكّدة فِي الاستقلال فلا تقتضي الرابط القويّ أعنِي: الواو والضمير معاً نحو: ½جاءنِي زيد وما يتكلّم غلامه¼ و½جاءنِي زيد ما يتكلّم غلامه¼ و½جاءنِي زيد وما يتكلّم عمرو¼، وإن كانت ماضياً مثبتاً فلا بدّ من دخول ½قد¼ ظاهرة نحو: ½جاءنِي زيد وقد خرج غلامه¼ أو مقدّرة نحو: ﴿َآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾[سورة النساء: ٩٠] أي: قد حصرت... إلخ، والرابط فيها إمّا ضمير أو واو أو كلاهما، "ه" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279