عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وما يتّصف بها أو شبه تضادّ كالسماء والأرض والأوّل والثاني فإنه ينزّلهما منزلة التضايف، ولذلك تجد الضدّ أقربَ خُطورًا بالبال مع الضدّ أو خيالي بأن يكون بين تصوّريهما تقارُنٌ في الخيال سابقٌ وأسبابه مختلفة,.......

العطف في نحو ½الإيمان حسن والكفر قبيح¼ لما ذكر (و) كالتضادّ بين (ما يتّصف بها) أي: بين ذوات تتصف بالسواد والبياض وبالإيمان والكفر وهي الأسود والأبيض والمؤمن والكافر فيصحّ العطف في نحو ½الأسود ذهب والأبيض جاء¼ و½المؤمن حضر والكافر غاب¼ لما ذكر (أو) بأن يكون بين تصوّريهما (شبه تضادّ) بأن لم يكن بينهما تضادّ ولكن يشمل كلّ منهما معنى ينافي معنى يشمله الآخر (كـ) شبه تضادّ بين (السماء والأرض) لأنّ السماء تشمل الارتفاع والأرض تشمل الانحطاط فيصحّ العطف في نحو ½السماء مرفوعة والأرض موضوعة¼ (و) كشبه التضادّ بين (الأوّل والثاني) لأنّ الأوّل من كان سابقًا على الغير غيرَ مسبوق بالغير والثاني من كان مسبوقًا بواحد فقط فيصحّ العطف في نحو ½المولود الأوّل بكر والثاني زيد¼, وأشار إلى وجه كون التضادِّ وشبهِه جامعَينِ وهميَّينِ بقوله (فإنه) أي: لأنّ الوهم (ينزّلهما) أي: ينزّل التضادَّ وشبهَه (منزلة التضايف) فكما لا ينفكّ أحد المتضايفين عن الآخر عند العقل كذلك لا ينفكّ أحد المتضادّين أو أحد الشبهَينِ بهما عن الآخر عند الوهم (ولـ) أجل (ذلك) الارتباط الوهميّ (تجد الضدّ أقربَ خُطورًا بالبال) أي: حضورًا في الوهم (مع) خطور (الضدّ) الآخر فإذا خطر السواد في الوهم كان ذلك أقرب لخطور البياض فيه من خطور القيام والأكل وغير ذلك من المُغايِرات الغير المتضادّة, فالحاكم بكون التضادّ وشبهه جامعَينِ هو الوهم (أو) الجامع بين الشيئين جامع (خيالي) وهو ما يقتضي بسببه الخيال اجتماعَهما عند العقل, وهذا الجامع يحصل (بأن يكون بين تصوّريهما) أي: بين الشيئين (تقارُنٌ في الخيال) أي: في خيال السامع لأنه الذي يُراعَى حالُه في غالب الخطاب (سابقٌ) ذلك التقارنُ على العطف فيكون مصحِّحًا للعطف (وأسبابه) أي: وأسباب تقارنهما في الخيال (مختلفة) لأنّ منشأ تلك الأسباب مخالَطةُ أشياء وأسبابُ المخالطة مختلفةٌ مثلاً إذا كان المخاطَب من أهل التعيّش بالإبل أوجب له ذلك مخالطته لأمورها من رعيها في خصب ناشئ عن المطر النازل من السماء ومن الإيواء بها إلى محلّ الرعي والحفظ كالجبال ثمّ إلى الانتقال بها إلى أرض دون أخرى طلبًا للكلأ فتقترن صور المذكورات في خياله, وربما كانت مقارنة الصور في الخيال على وجه الترتيب فتجتمع كذلك عند العقل قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ 17 وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ 18 وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ 19 وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229