عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

أمّا المثبَت فلدلالته على الحصول لكونه فعلاً مثبتًا دون المقارنة لكونه ماضيًا, ولهذا شُرِط أن يكون مع ½قَدْ¼ ظاهرةً أو مقدرةً, وأمّا المنفيّ فلدلالته على المقارنة دون الحصول, أمّا الأوّل فلأنّ ½لَمَّا¼ للاستغراق وغيرَها لانتفاءٍ متقدِّمٍ مع أنّ الأصل استمراره فيحصل به الدلالةُ عليها عند الإطلاق بخلاف المثبَت فإنّ وضع الفعل على إفادة التجدّد,......................................

أي: أم ظننتم دخول الجنّة والحال أنكم ما أتاكم إلخ, وكقول الشاعر: فَقَالَتْ لَهُ الْعَيْنَانِ سَمْعًا وَطَاعَةً * وَحَدَرَتَا كَالدُرِّ لَمّا يُثْقَبْ أي: وحدرت العينان دمعًا شبيهًا بالدرّ حال كونه ما أثقب (أمّا) الماضي (المثبَت فـ) جواز الأمرين فيه (لدلالته على الحصول لكونه فعلاً مثبتًا) فيناسبه ترك الواو لمشابهته للمفرد من تلك الجهة (دون المقارنة) أي: ولا يدلّ على المقارنة (لكونه ماضيًا) فيناسبه الإتيان بالواو لعدم مشابهته للمفرد من تلك الجهة, والحاصل أنّ الماضي المثبت أشبه المفرد في شيء دون شيء فجاز فيه الأمران فلو أشبهه في الشيئين لامتنع عليه الواو كما امتنعت على الحال المفردة (ولهذا) أي: ولأجل أنّ الماضي لا يدلّ على المقارنة (شُرِط) فيه إذا وقع حالاً (أن يكون مع ½قَدْ¼) حال كونها (ظاهرةً) كما في قوله تعالى: ﴿ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُ ﴾ (أو مقدرةً) كما في قوله تعالى: ﴿ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ﴾؛ وذلك لتُقرِّب ½قَدْ¼ الماضيَ من الحال (وأمّا) الماضي (المنفيّ) بـ½مَا¼ أو ½لَمْ¼ أو ½لَمَّا¼ (فـ) جواز الأمرين فيه (لدلالته على المقارنة) فيناسبه ترك الواو لمشابهته بتلك الدلالة الحالَ المفردة (دون الحصول) فيناسبه الإتيان بالواو لعدم مشابهته للحال المفردة في ذلك, والحاصل أنّ الماضي المنفيّ من حيث شبهه بالمفردة في الدلالة على المقارنة يستدعي سقوط الواو كما في المفردة ومن حيث شبهه بها في الحصول يستدعي الإتيان بها فجاز فيه الأمران (أمّا الأوّل) أي: أمّا دلالة الماضي المنفيّ على المقارنة (فـ) هي (لأنّ ½لَمَّا¼) موضوعة (للاستغراق) أي: لامتداد الانتفاء إلى حال التكلّم فإذا قيل ½ندم زيد ولمّا ينفعه الندم¼ فمعناه أنّ الندم انتفت منفعته فيما مضى واستمرّ الانتفاء إلى زمان التكلّم (وغيرَها) أي: وغيرَ ½لَمَّا¼ كـ½لَمْ¼ و½مَا¼ موضوع (لانتفاءٍ متقدِّمٍ) على حال التكلّم (مع أنّ الأصل استمراره) أي: الأصل أن يستمرّ ذلك الانتفاء إلى ظهور قرينة الانقطاع كما في قولنا ½لم يضرب لكنه ضرب اليوم¼ (فيحصل به) أي: بسبب استمرار الانتفاء (الدلالةُ عليها) أي: على المقارنة (عند الإطلاق) أي: إذا لم يقيّد بما يدلّ على انقطاع الاستمرار (بخلاف) الماضي (المثبَت) فإنه لا يفيد الاستمرار الدالّ على المقارنة لا وضعًا كما في ½لَمَّا¼ ولا استصحابًا كما في غيرها (فإنّ) أي: لأنّ (وضع الفعل) كائن (على) قصد (إفادة التجدّد) وهو مطلق الثبوت بعد الانتفاء


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229