عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

فعليّةً والفعلُ مضارع مثبَت امتنع دخولها نحو: ﴿ وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ ﴾ [المدثر:٦], لأنّ الأصل المفردة وهي تدلّ على حصولِ صفةٍ غيرِ ثابتةٍ مقارنٍ لما جُعِلت قيدًا له وهو كذلك, أمّا الحصول فلكونه فعلاً مثبتًا, وأما المقارنة فلكونه مضارعًا, وأمّا ما جاء من ½قُمْتُ وَأَصُكُّ وَجْهَهُ¼ وقوله: فَلَمَّا خَشِيْتُ أَظَافِيْرَهُمْ * نَجَوْتُ وَأَرْهَنُهُمْ مَالِكًا فقيل على حذف المبتدأ أي: ½وأنا أصكّ¼ و½أنا أرهنهم¼, وقيل: الأوّل شاذّ والثاني ضرورة, وقال عبد القاهر: هي فيهما للعطف والأصلُ: ½وصكَكْتُ¼ و½رهَنْتُ¼ عدل............................

(فعليّةً والفعلُ) أي: والحال أنّ الفعل (مضارع) لفظًا ومعنى (مثبَت امتنع دخولها) أي: دخول الواو عليها ووجب الاكتفاء بالضمير (نحو) قوله تعالى: (﴿وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ) على قراءة الرفع, أي: ولا تعطِ رائيًا لما تعطيه كثيرًا, ولا يجوز أن يقال ½وتستكثر¼ بالواو (لأنّ الأصل) في الحال المنتقلة هي الحال (المفردة) كما في الخبر والنعت (وهي) أي: الحال المفردة (تدلّ على حصولِ صفةٍ غيرِ ثابتةٍ مقارنٍ) ذلك الحصولُ (لما جُعِلت) الحال (قيدًا له) وهو العامل (وهو) أي: المضارع المثبَت (كذلك) أي: كالحال المفردة في الدلالة على الحصول والمقارنة, فامتنع فيه الواو كما امتنعت في الحال المفردة (أمّا الحصول) أي: أمّا دلالة المضارع المثبت على حصول صفة غير ثابتة (فـ) هو (لكونه) أي: لكون المضارع (فعلاً مثبتًا) فيدلّ على حدوثِ صفة ووجودِها بعد عدم (وأما المقارنة) أي: وأمّا دلالة المضارع على مقارنة الحصول لما جعلت الحال قيدًا له (فـ) هو (لكونه) أي: لكون الفعل (مضارعًا) فيكون مضمونه مقارنًا للعامل (وأمّا ما جاء من) قول بعض العرب (½قُمْتُ وَأَصُكُّ وَجْهَهُ¼) أي: حال كوني أضرِبُ وجهَه (و) من (قوله) أي: قول عبد الله بن همام السلولي: (فَلَمَّا خَشِيْتُ أَظَافِيْرَهُمْ *) أي: أسلحة الأعداء (نَجَوْتُ) بنفسي (وَأَرْهَنُهُمْ) أي: حال كوني أرهنهم (مَالِكًا) وهو اسم رجل أو فرس, فـ½أصكّ¼ و½أرهنهم¼ جملة حاليّة مصدّرة بالمضارع المثبت وقد ربطت بالواو زيادةً على الضمير (فقيل) في الجواب عن ذلك إنّ القولين (على حذف المبتدأ أي: ½وأنا أصكّ¼ و½أنا أرهنهم¼) فالجملة الحاليّة اسميّة وهي ممّا يصحّ ارتباطها بالواو (وقيل) أيضًا في الجواب (الأوّل) أي: ½قمت وأصكّ وجهَه¼ (شاذّ) أي: واقع على خلاف القياس (والثاني) أي: ½نجوت وأرهنهم¼ (ضرورة) أي: دعت إليه الضرورة وهو أيضًا شاذّ (وقال عبد القاهر) في الجواب عن ذلك (هي) أي: الواو (فيهما) أي: في القولين (للعطف) والمضارع بمعنى الماضي (والأصل) ½قمت (وصككت¼ و) ½نجوت و(رهنت¼) وإنما (عدل) عن لفظ الماضي


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229