عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وقوله: عَزَمَاتُهُ مِثْلُ النُجُوْمِ ثَوَاقِبَا * لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلثَاقِبَاتِ أُفُوْلُ, ويسمّى هذا التشبيهَ المشروطَ, وباعتبار أداته إمّا مؤكّد وهو ما حذفت أداته مثل: ﴿ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ [النمل:٨٨], ومنه نحو وَالرِيْحُ تَعْبَثُ بِالْغُصُوْنِ وَقَدْ جَرَى * ذَهَبُ الْأَصِيْلِ عَلَى لُجَيْنِ الْمَاءِ, أو مرسل وهو بخلافه كما مرّ, وباعتبار الغرض إمّا مقبول وهو الوافي بإفادته كأن يكون المشبّه به أعرفَ شيء بوجه التشبيه في بيان الحال أو أتمَّ شيء فيه في إلحاق الناقص بالكامل

دائمًا وأبدًا في خجل من الممدوح لأنّ نور وجهه أتمّ من نورها فإنما تلاقيه إذا انتفى عنها الحياء, فتشبيه الوجه بالشمس قريب مبتذل إلاّ أنّ ذكرَ نفي الحياء عن الشمس وإفادةَ المبالغة جَعَلَه غريبًا (و) كـ(قوله) أي: قول رشيد الدين الوَطْواط (عَزَمَاتُهُ) أي: إراداته المتعلِّقة بمعالي الأمور (مِثْلُ النُجُوْمِ ثَوَاقِبَا *) أي: لوامعَ (لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلثَاقِبَاتِ أُفُوْلُ) أي: غروب وغيبة, فتشبيه العزم بالنجم قريب مبتذل إلاّ أنّ اشتراط عدم الأفول جعله غريبًا (ويسمّى هذا) التشبيهُ المتصرف فيه بما يجعله غريبًا (التشبيهَ المشروطَ) أي: المقيّدَ (و) التشبيه ينقسم أيضًا (باعتبار أداته) إلى قسمين فهو بهذا الاعتبار (إمّا) تشبيه (مؤكّد وهو ما) أي: تشبيه (حذفت أداته مثل) قوله تعالى: (﴿وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ ) أي: كمرّ السحاب (ومنه) أي: ومن التشبيه المؤكّد تشبيه أضيف فيه المشبّه به إلى المشبّه وتسمّى الإضافة فيه بيانيّة (نحو) قول القائل (وَالرِيْحُ تَعْبَثُ) أي: تلعب (بِالْغُصُوْنِ) أي: تميلها إلى الأطراف (وَ) الحال أنه (قَدْ جَرَى *) أي: ظهر (ذَهَبُ الْأَصِيْلِ) وهو الوقت بعد العصر إلى الغروب (عَلَى لُجَيْنِ الْمَاءِ) اللجين الفضّة, فشبّه الأصيل والماء بالذهب واللجين في الصفرة والبياض ثمّ أضاف المشبّه بهما إلى المشبّهين (أو) تشبيه (مرسل وهو بخلافه) أي: بخلاف المؤكّد أي: تشبيهٌ ذكرت أداته (كما مرّ) أمثلته (و) التشبيه ينقسم أيضًا (باعتبار الغرض) أي: غرضِ التشبيه إلى قسمين فهو بهذا الاعتبار (إمّا) تشبيه (مقبول وهو) التشبيه (الوافي بإفادته) أي: بإفادة الغرض (كأن يكون المشبّه به أعرفَ شيء بوجه التشبيه في بيان الحال) أي: في التشبيه الذي يكون الغرض منه بيانَ حال المشبّه بأنه على أيّ وصف من الأوصاف كتشبيه ثوب بالغراب في السواد وتشبيه زيد ببكر في القامة (أو) كأن يكون المشبّه به (أتمَّ شيء فيه) أي: في وجه الشبه (في إلحاق الناقص بالكامل) أي: في التشبيه الذي يكون الغرض منه تقريرَ حال المشبّه في ذهن السامع الذي يحصل عند إلحاقَ الناقص بالكامل كتشبيه من لم يحصل من سعيه على طائل بالراقم على الماء


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229