عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

غيرَ المشابَهة وإلاّ فاستعارة, وكثيرًا مّا تطلق الاستعارة على استعمال اسمِ المشبّه به في المشبّه فهُمَا مستعار منه ومستعار له واللفظ مستعار, والمرسل كاليد في النعمةِ والقدرةِ والراويةِ في المَزادة, ومنه تسمية الشيء باسم جزئه كالعين في الربيئة, وعكسه كالأصابع في الأنامل, وتسميته باسم سببه نحو: ½رعينا الغيث¼, أو مسبّبه نحو ½أمطرت السماء نباتًا¼, أو ما كان عليه نحو: ﴿ وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ﴾ [النساء:٢], أو ما يؤول إليه نحو: ﴿ إِنِّيٓ أَرَىٰنِيٓ أَعۡصِرُ خَمۡرٗاۖ﴾ [يوسف:٣٦], أو محلّه نحو: ﴿ فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ ﴾ [العلق:١٧], أو حالّه نحو: ﴿ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ﴾ [آل عمران:١٠٧] أي: في الجنّة, أو آلته نحو: ﴿ وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ ﴾ [الشعراء:٨٤] أي: ذكرًا حسنًا, 

(غيرَ المشابَهة) نحو ½أعصر خمرًا¼ (وإلاّ) أي: وإن لم تكن العلاقة بينهما غيرَ المشابَهة بل كانت نفسَ المشابهة (فـ) هو (استعارة) كالأسد في ½رأيت أسدًا يتكلّم¼ (وكثيرًا مّا تطلق الاستعارة على استعمال اسمِ) أي: لفظِ (المشبّه به في المشبّه فهُمَا) أي: المشبّه به والمشبّه أوّلهما (مستعار منه و) الثاني (مستعار له واللفظ) أي: لفظ المشبّه به (مستعار) والمتكلّم مستعير (و) المجاز (المرسل كاليد) المستعمَلة (في النعمةِ) بعلاقة السببيّة الفاعليّة (و) في (القدرةِ) بعلاقة السببيّة (و) كـ(الراويةِ) الموضوعةِ للبعير الذي يحمل المَزادة المستعملةِ (في المَزادة) وهي سقاء الماء بعلاقة كون البعير بمنزلة العلّة المادّية (ومنه) أي: من المجاز المرسل (تسمية الشيء باسم جزئه كالعين) المستعمَلة (في الربيئة) أي: في الرقيب, والعين جزء منه, ومنه قوله تعالى: ﴿ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ﴾ [النساء:٩٢] (و) منه (عكسه) أي: تسمية الشيء باسم كلّه (كالأصابع) المستعمَلة (في الأنامل) في قوله تعالى: ﴿ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم ﴾ [البقرة:١٩] (و) منه (تسميته) أي: تسمية الشيء (باسم سببه نحو ½رعينا الغيث¼) أي: النبات (أو) تسميته باسم (مسبّبه نحو ½أمطرت السماء نباتًا¼) أي: مطرًا (أو) تسميته باسم (ما) أي: حالٍ (كان) ذلك الشيء (عليه) أي: على ذلك الحال في الزمان الماضي (نحو) قوله تعالى: (﴿وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ) أي: البالغين (أو) تسميته باسم (ما) أي: حال (يؤول) أي: يرجع ذلك الشيء (إليه) أي: إلى ذلك الحال في الزمان المستقبل (نحو) قوله تعالى: (﴿إِنِّيٓ
أَرَىٰنِيٓ أَعۡصِرُ خَمۡر
ٗاۖ) أي: عنبًا (أو) تسميته باسم (محلّه نحو) قوله تعالى: (﴿فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ) النادي المجلس والمراد أهله (أو) تسميته باسم (حالّه نحو) قوله تعالى: (﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ﴾ أي: في الجنّة) والرحمة حالّة فيها (أو) تسميته باسم (آلته نحو) قوله تعالى: (﴿وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ ﴾ أي: ذكرًا حسنًا) واللسان آلة الذكر


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229