عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

الشَمْسِ * نَفْسٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِيْ * قَامَتْ تُظَلِّلُنِيْ وَمِنْ عَجَبٍ * شَمْسٌ تُظَلِّلُنِيْ مِنَ الشَمْسِ والنهيُ عنه في قوله: لاَ تَعَجَّبُوْا مِنْ بِلَى غَلاَلَتِهِ * قَدْ زُرَّ أَزْرَارُهُ عَلَى الْقَمَرِ, وردّ بأنّ الإدّعاء لا يقتضي كونها مستعملة فيما وضعت له, وأمّا التعجّبُ والنهيُ عنه فللبناء على تناسي التشبيه قضاءً لحقّ المبالَغة, والاستعارة تُفارِق الكذب بالبناء على التأويل ونصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر, ولا تكون عَلَمًا لمنافاته  

(الشَمْسِ * نَفْسٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِيْ * قَامَتْ تُظَلِّلُنِيْ وَمِنْ عَجَبٍ * شَمْسٌ) أي: غلام كالشمس في الحسن (تُظَلِّلُنِيْ مِنَ الشَمْسِ) فقد شبّه الغلام بالشمس وادّعى أنه فرد من أفرادها ولولا ذلك لما كان لهذا التعجّب معنى إذ لا تعجّب في أن يظلِّل إنسان من الشمس (و) لهذا أيضًا صحّ (النهي عنه) أي: عن التعجّب (في قوله) أي: في قول الشريف أبي الحسن محمد بن أحمد (لاَ تَعَجَّبُوْا مِنْ بِلَى) أي: من فساد (غَلاَلَتِهِ *) أي: غلالة المحبوب, وهي ثوب صغير يلبس تحت الثوب الواسع (قَدْ زُرَّ) أي: لأنه قد شُدّ (أَزْرَارُهُ) أي: أزرار الغلالة وتذكير الضمير باعتبار أنها ثوب (عَلَى الْقَمَرِ) فقد شبّه المحبوب بالقمر وادّعى أنه فرد من أفراده فنَهَى عن التعجّب من بلى غلالته لأنّ من خواصّ القمر سرعة بلى ما يباشر ضوءه (وردّ) هذا الاستدلال الذي حاصله ادّعاء دخول المشبّه في جنس المشبّه به فيلزم استعمال لفظ المشبّه به فيما وضع له فلا يكون مجازًا لغويًّا (بأنّ الادّعاء) أي: ادّعاء دخول المشبّه في جنس المشبّه به (لا يقتضي كونها) أي: كون الاستعارة (مستعملة فيما وضعت له) لأنّ لفظ الأسد مثلاً موضوع للفرد المتعارَف وهو السبع المخصوص فاستعماله على الادّعاء في الفرد الغير المتعارَف أي: في الرجل الشجاع استعمال في غير ما وضع له لا محالة (وأمّا التعجّب والنهي عنه) أي: عن التعجّب كما في البيتين (فللبناء) أي: فلبناء الاستعارة (على تناسي التشبيه) أي: على إظهار نسيان التشبيه (قضاءً) أي: توفيةً (لحقّ المبالَغة) في دعوى الاتّحاد حتّى أنّ كلّ ما يترتّب على المشبّه به من التعجّب والنهي عنه يترتّب على المشبّه أيضًا (والاستعارة تُفارِق الكذب) أي: الكلامُ الذي فيه استعارة يفارق الكلامَ الكاذب أي: لا يشتبه به بوجهين (بالبناء) أي: بسبب أنّ الاستعارة مبنيّة (على التأويل) أي: تأويل دخول المشبّه في جنس المشبّه به ثمّ يطلق لفظ المشبّه به على المشبّه بخلاف الكذب فإنه أبقي فيه اللفظ على أصله فكان فاسدًا لعدم مطابقته (و) بـ(نصب القرينة) أي: وبسبب أنّ الاستعارة تنصب فيها القرينة الدالّة (على إرادة خلاف الظاهر) والكذب لا تنصب فيه القرينة بل الكاذب يجتهد في ترويج الظاهر (ولا تكون) الاستعارة (عَلَمًا) شخصيًّا (لمنافاته) أي: لمنافاة العَلَم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229