عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

سوى المشبّه ويُدلُّ عليه بأن يُثبَت للمشبّه أمر مختصّ بالمشبّه به فيسمّى التشبيه ½استعارةً بالكناية أو مكنيًّا عنها¼ وإثباتُ ذلك الأمر للمشبّه ½استعارةً تخييليّة¼ كما في قول الهُذَلِيّ: ½وَإِذَا الْمَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا¼ شبَّه المنيّةَ بالسبُع في اغتيال النفوس بالقهر والغلبة من غير تفرِقةٍ بين نفّاعٍ وضرّارٍ فأَثبَت لها الأظفارَ التي لا يكمُل ذلك فيه بدونها, وكما في قول الآخر: وَلَئِنْ نَطَقْتُ بِشُكْرِ بِرِّكَ مُفْصِحًا * فَلِسَانُ حَالِيْ بِالشِكَايَةِ أَنْطَقُ شَبَّه الحالَ بإنسان متكلّم في الدلالة على المقصود فأثبت لها اللسانَ الذي به قِوامها فيه, وكذا قول زهير: صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَأَقْصَرَ بَاطِلُهْ * وَعُرِّيَ أَفْرَاسُ الصِبَا وَرَوَاحِلُهْ أراد أنْ يبيّن أنه ترك ما كان يرتكبه 

(سوى المشبّه و) إنما (يُدلُّ عليه) أي: على التشبيه المُضمَر في النفس (بأن يُثبَت للمشبّه) المذكور (أمر مختصّ بالمشبّه به) المحذوف (فيسمّى) هذا (التشبيه) المضمر في النفس (½استعارةً بالكناية¼ أو) يسمّى ½استعارةً (مكنيًّا عنها¼ و) يسمّى (إثباتُ ذلك الأمر) المختصّ بالمشبّه به (للمشبّه ½استعارةً تخييليّة¼ كما في قول الهُذَلِيّ: ½وَإِذَا الْمَنِيَّةُ) أي: الموت (أَنْشَبَتْ) أي: علقت (أَظْفَارَهَا¼) بِهالِكٍ (شبَّه) الهُذَلِيّ في نفسه (المنيّةَ بالسبُع في اغتيال النفوس) أي: في إهلاكها (بالقهر والغلبة من غير تفرِقةٍ) في الناس (بين نفّاعٍ وضرّارٍ) أي: بين كثير النفع منهم وكثير الضرر (فأَثبَت لها) أي: للمنيّة (الأظفارَ التي لا يكمُل ذلك) الاغتيال (فيه) أي: في السبع (بدونها) أي: بدون الأظفار, فتشبيه المنيّة في النفس بالسبع استعارة بالكناية وإثبات الأظفار لها استعارة تخييليّة (وكما في قول الآخر: وَلَئِنْ نَطَقْتُ بِشُكْرِ بِرِّكَ) أي: بشكر إحسانك حالَ كوني (مُفْصِحًا *) بذلك الشكر, وجوابه: فلا يكون لسان مقالي أقوى في النطق من لسان حالي, فحذفه وأقام مقامه لازمه وهو قوله (فَلِسَانُ حَالِيْ بِالشِكَايَةِ أَنْطَقُ) لأنّ ضرّك أكثر من برّك (شَبَّه) الشاعر في نفسه (الحالَ بإنسان متكلّم في الدلالة على المقصود) وهذا استعارة بالكناية (فأثبت لها) أى: للحال (اللسانَ الذي به قِوامها) أي: وجود الدلالة وتحقّقها (فيه) أي: في الإنسان, فهذا الإثبات استعارة تخييليّة (وكذا قول زهير: صَحَا) من الصحو بمعنى زوال السكر, أراد به الشاعر زوال العشق مجازًا (الْقَلْبُ عَنْ) حبّ (سَلْمَى وَأَقْصَرَ بَاطِلُهْ *) أي: وامتنع عن باطل القلب وهو ميله إلى الهوى (وَعُرِّيَ أَفْرَاسُ الصِبَا وَرَوَاحِلُهْ) من سروجها ورحالها التي هي آلات ركوبها وذلك للإعراض عن السير, والرواحل جمع راحلة وهو البعير القويّ في الأسفار (أراد) زهير (أنْ يبيّن أنه ترك ما كان يرتكبه) أي: يفعله


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229