عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

﴿ ُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ﴾ [البقرة:١٦], وقد يجتمعان كقوله: لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاَحِ مُقَذَّفٍ * لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقْلَّم, والترشيح أبلغ لاشتماله على تحقيق المبالغة, ومبناه على تَناسِي التشبيه حتّى أنه يُبنَى على علوّ القدر ما يُبنَى على علوّ المكان كقوله: وَيَصْعَدُ حَتَّى يَظُنَّ الْجَهُوْلُ * بِأَنَّ لَهُ حَاجَةً فِي السَمَاءِ, ونحوُه ما مرّ من التعجّبِ والنهيِ عنه, وإذا جاز البناءُ على الفرع مع الاعتراف بالأصل.............................

(﴿ُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ) استعير الاشتراء للاستبدال ثمّ ذُكِر حكمٌ يناسب المستعارَ منه وهو نفي الربح في التجارة (وقد يجتمعان) أي: التجريد والترشيح بأن يُذكَر شيئان يناسب أحدهما المستعارَ له والآخر المستعارَ منه (كقوله) أي: قول زهير بن أبي سلمى (لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاَحِ) أي: تامّ السِلاح, هذا وصف يناسب المستعار له وهو الرجل الشُجاع فهو تجريد (مُقَذَّفٍ *) أي: مرميّ به في الحروب كثيرًا وهذا المعنى مختصّ بالمستعار له فيكون تجريدًا أيضًا مثل الوصف الذي قبله (لَهُ لِبَدٌ) جمع لبدة وهي شَعر الأسد على منكبيه, هذا وصف يناسب المستعارَ منه وهو الأسد الحقيقيّ فهو ترشيح (أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّم) هذا الوصف أيضًا يناسب المستعارَ منه فيكون ترشيحًا أيضًا (والترشيح أبلغ) أي: أقوى في البلاغة من الإطلاق والتجريد ومن الجمع بين التجريد والترشيح (لاشتماله) أي: لكون الترشيح مشتملاً (على تحقيق المبالغة) أي: تقوية المبالغة في التشبيه لأنّ أصل المبالغة يحصل بجعل المشبّه فردًا من أفراد المشبّه به وتقويتها تحصل بالترشيح (ومبناه) أي: وبناء الترشيح يكون (على تَناسِي) أي: على إظهار نسيان (التشبيه) ولو كان موجودًا في نفس الأمر (حتّى) تفريع على كون مبنى الترشيح على تناسي التشبيه (أنه) أي: الشأن (يُبنَى) أي: يُجرَى (على علوّ القدر) أي: المنزلة (ما يُبنَى) أي: ما يُجرَى (على علوّ المكان كقوله) أي: قول أبي تمّام يمدح يزيد الشيباني (وَيَصْعَدُ) أي: ويرتقي الممدوح في مدارك الكمال (حَتَّى يَظُنَّ) أي: إلى أن يبلغ إلى حيث يظنّ (الْجَهُوْلُ * بِأَنَّ لَهُ حَاجَةً فِي السَمَاءِ) فقد استعار الصعود لعلوّ القدر ثمّ أَجرَى عليه ما يُجرَى على علوّ المكان وهو ظنّ الجهول بأنّ له حاجةً في السماء (ونحوُه) أي: ومثل البناء المذكور (ما مرّ من) بناءِ (التعجّبِ) في ½قامت تظلّلني ومن عجب...إلخ¼ (و) بناءِ (النهيِ عنه) أي: عن التعّجب في ½لا تعجبوا من بلى غلالته إلخ¼, ومنه قولُ بشّار: أَتَتْنِي الشَمْسُ زَائِرَةً * وَلَمْ تَكُ تَبْرَحُ الْفَلَكَا وقولُ غيره: وَلَمْ أَرَ قَبْلِيْ مَنْ مَشَى الْبَدْرُ نَحْوَهُ * وَلاَ رَجُلاً قَامَتْ تُعَانِقُهُ الْأُسْدُ (وإذا جاز) في التشبيه (البناءُ على الفرع) أي: على المشبّه به, أي: إذا جاز ذكرُ ما يناسبه (مع الاعتراف بالأصل) أي: بالمشبّه, أي: مع ذكره


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229