عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وقسّمها إلى المصرّح بها والمكنيّ عنها, وعنَى بـ½المصرّح بها¼ أن يكون المذكور هو المشبّه به, وجَعَل منها تحقيقيّة وتخييليّة, وفَسَّر التحقيقيّة بما مرّ, وعَدَّ التمثيلَ منها, ورُدَّ بأنه مستلزِم للتركيب المُنافِي للإفراد, وفَسَّر التخييليّة بما لا تحقُّق لمعناه حسًّا ولا عقلا بل هو صورةٌ وهميّةٌ محضةٌ كلفظ الأظفار في قول الهُذَلِيّ؛ فإنه لمّا شَبَّه المنيّةَ بالسبُع في الاغتيال أَخَذ الوهم في تصويرها بصورته واختراع لوازمه لها فاخترع لها مِثْلَ صورة الأظفار ثمّ أطلق عليه لفظَ الأظفار, وفيه تعسّف, ويُخالِف تفسيرَ غيرِه لها بجعل الشيء للشيء,

(وقسّمها) أي: وقسّم الاستعارةَ (إلى) الاستعارة (المصرّح بها و) إلى الاستعارة (المكنيّ عنها وعنَى بـ) الاستعارة (المصرّح بها أن يكون) الطرف (المذكور) من طرفي التشبيه (هو المشبّه به) والمتروك هو المشبّه (وجَعَل) السكاكيّ (منها) أي: من الاستعارة المصرّح بها استعارة (تحقيقيّة و) استعارة (تخييليّة وفَسَّر) الاستعارةَ (التحقيقيّة بما مرّ) أي: بلفظِ المشبّه به المنقول للمشبّه المتروك المتحقِّق حسًّا أو عقلاً كالأسد المنقول للرجل الشجاع وكالصراط المستقيم المنقول للدِين (وعَدَّ التمثيلَ) على سبيل الاستعارة (منها) أي: من الاستعارة التحقيقيّة, هذا هو محطّ الردّ الآتي وما قبله كلّه تمهيد (ورُدَّ) عدُّه التمثيلَ من الاستعارة التحقيقيّة (بأنه) أي: التمثيلَ (مستلزِم للتركيب المُنافِي للإفراد) اللازم للاستعارة التحقيقيّة فلا يجتمعان لتنافِي لوازمِهما (وفَسَّر) السكاكيُّ الاستعارةَ (التخييليّة بما) أي: بلفظٍ (لا تحقُّق لمعناه) المستعارِ له (حسًّا) لعدم إدراكه بإحدى الحواسّ (ولا عقلاً) لعدم ثبوته في نفس الأمر (بل هو) أي: ذلك المعنى (صورةٌ وهميّةٌ محضةٌ) أي: صورةٌ اخترعها الوهم (كلفظ الأظفار في قول الهُذَلِيّ) ½وإذا المنيّة أنشبت أظفارها¼ (فإنه) أي: الهُذلِيّ (لمّا شَبَّه المنيّةَ بالسبُع في الاغتيال) أي: في إهلاك النفوس (أَخَذ) أي: طَفِق (الوهم في تصويرها) أي: تصوير المنيّة (بصورته) أي: بصورة السبع (و) أخذ في (اختراع لوازمه لها) أي: لوازمِ السبع للمنيّة (فاخترع لها) أي: للمنيّة صورةً (مِثْلَ صورة الأظفار) الحقيقيّة (ثمّ أطلق عليه) أي: على مِثْلِ صورةِ الأظفار الحقيقيّة (لفظَ الأظفار) فيكون استعارة تصريحيّة تخييليّة (وفيه) أي: في تفسيره للاستعارة التخييليّة بما ذكر (تعسّف) أي: جَرْيٌ على غير الطريق الجادّة السَهْلة (و) أيضًا (يُخالِف) تفسيره لها بما ذكر (تفسيرَ غيرِه لها) أي: تفسيرَ غير السكاكيّ للاستعارة التخييليّة (بجعل الشيء) اللازم للمشبّه به المحذوف, متعلِّق بـ½تفسير¼ (للشيء) المشبّه المذكور كجعل الأظفار للمنيّة في قول الهُذَلِيّ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229