عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

كقولك: ½زيدًا عرفتُ¼ لمن اعتقد أنك عرفتَ إنسانًا وأنه غير زيد، وتقول لتأكيده: ½لا غيرَه¼، ولهذا لا يقال: ½ما زيدًا ضربتُ ولا غيرَه¼ ولا ½ما زيدًا ضربتُ ولكن أكرمتُه¼، وأمّا نحو ½زيدًا عرفتُه¼ فتأكيد إنْ قُدِّر المفسَّرُ قبلَ المنصوب وإلاّ فتخصيص، وأمّا نحو ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ﴾ [فصلت:١٧] فـلا يفيد إلاّ التخصيصَ وكذلك قولُك ½بزيد مررتُ¼، والتخصيص لازم للتقديم   

(كقولك ½زيدًا عرفتُ¼ لمن اعتقد أنك عرفتَ إنسانًا) وهو مصيب فيه (و) اعتقد (أنه) أي: أنّ ذلك الإنسان (غير زيد) وهو خاطئ فيه فتردّ عليه بمفاد هذا التركيب (وتقول لتأكيده) أي: لتأكيد هذا الردّ (½لا غيرَه¼) لأنّ منطوق هذا موافق لمفهوم ذاك (ولهذا) أي: ولأنّ التقديم لردّ الخطأ في التعيين فقط لا في أصل الفعل (لا يقال ½ما زيدًا ضربتُ ولا غيرَه¼) لأنّ مفهومَ ½ما زيدًا ضربتُ¼ أنك ضربت أحدًا غيرَ زيدٍ ومنطوقَ ½ولا غيره¼ يناقض ذلك (ولا) يقال (½ما زيدًا ضربتُ ولكن أكرمتُه¼) لأنّ أوّلَ الكلام يفيد أنّ الخطأ من المخاطب واقع في تعيين المفعول وآخِرَه يفيد أنّ الخطأ منه واقع في تعيين الفعل فبينهما تدافع فالصواب أن يقال ½ما ضربت زيدًا ولكن عمرًا¼, واعلم أنّ ½زيدًا عرفتُ¼ يفيد التخصيص إذا لم يكن الفعل مشتغلاً عن المفعول بضميره (وأمّا) إذا كان الفعل مشتغلاً عنه به (نحو ½زيدًا عرفتُه¼ فـ) مفاده (تأكيد) للفعل المحذوف (إنْ قُدِّر) ذلك الفعلُ (المفسَّرُ قبلَ) الاسم (المنصوب) بأن يجعل التقدير: ½عرفتُ زيدًا عرفتُه¼, فهذا يفيد تأكيدًا لتكرير اللفظ ولا يفيد تخصيصًا لعدم تقديم المفعول (وإلاّ) أي: وإنْ لم يُقدَّر المفسَّر قبل المنصوب بل قدّر بعده بأن يجعل التقدير: ½زيدًا عرفتُ عرفتُه¼ (فـ) مفاده (تخصيص) لتقديم المفعول على الفعل المقدّر, ولمّا ذكر أنّ نحو ½زيدًا عرفته¼ محتمل للتأكيد والتخصيص توهّم أنّ قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ﴾ بنصب ½ثمود¼ على القراءة الشاذّة أيضًا يحتملهما فدفعه بقوله: (وأمّا نحو) قوله تعالى: (﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ﴾ فـلا يفيد إلاّ التخصيصَ) لأنّ المفسَّر فيه يجب أنْ يقدّر بعد المنصوب أي: ½وأمّا ثمود فهدينا فهديناهم¼ ولا يجوز تقديره قبله لئلاّ يلزم الاجتماع بين ½أمّا¼ والفاء (وكذلك) أي: ومثل ½زيدًا عرفتُ¼ (قولُك ½بزيد مررتُ¼) في إفادة التخصيص, فهو ردّ على من اعتقد أنك مررتَ بإنسان وأنه غير زيد, وكذا قولك ½في المسجد صلّيتُ¼ و½عند عالم جلستُ¼ و½ماشيًا جئتُ¼ و½صباحًا بلغتُ¼ و½تأديبًا ضربتُ¼ (والتخصيص لازم للتقديم) أي: لتقديم ما حقّه التأخير


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229