عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

غالبًا، ولهذا يقال في ﴿ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ﴾ [الفاتحة:٤] معناه: نخصّك بالعبادة والاستعانة وفي ﴿ لَإِلَى ٱللَّهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [آل عمران:١٥٨] معناه: إليه لا إلى غيره, ويفيد في الجميع وراءَ التخصيص اهتمامًا بالمقدَّم، ولهذا يقدّر في ½بسم الله¼ مؤخّرًا وأورد ﴿ ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق:١] وأجيب بأنّ الأهمّ فيه القراءةُ، وبأنه متعلِّق بـ½اقرأ¼ الثاني ومعنى الأوّل أوجد القراءة، وتقديم بعض معمولاته على بعض لأنّ أصله التقديم ولا مقتضِي للعدول عنه كالفاعل في نحو ½ضرب زيد عمرًا¼........................................................

(غالبًا) يعني أنّ الغالب أنّ التقديم يكون للتخصيص, وقد يكون لأغراض أخر كمجرّدِ الاهتمام وتعجيلِ التبرّكِ وتعجيلِ الاستلذاذ وموافقةِ كلام السامع نحو ½العلمَ لزمت¼ و½محمّدًا عليه السلام أحبّ¼ و½زيدًا أكرمتُ¼ في جواب ½مَن أكرمتَ؟¼ (ولهذا) أي: ولأجل أنّ التخصيص لازم للتقديم غالبًا (يقال في) قوله تعالى: (﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ معناه: نخصّك بالعبادة والاستعانة و) يقال (في) قوله تعالى: (﴿لَإِلَى ٱللَّهِ تُحۡشَرُونَمعناه: إليه) تحشرون (لا إلى غيره) فتقديم المفعول والجار والمجرور في الآيتين للتخصيص (ويفيد) التقديم (في الجميع) أي: في جميع صورٍ أفاد فيها التقديم تخصيصًا (وراءَ التخصيص) أي: غير التخصيص (اهتمامًا) مفعول ½يفيد¼ (بـ) شأن (المقدَّم) متعلِّق بالاهتمام (ولهذا) أي: ولأجل أنّ التقديم يفيد وراءَ التخصيص اهتمامًا بالمقّدم (يقدّر) المتعلَّق (في ½بسم الله¼ مؤخّرًا) أي: ½بسم الله أفعل¼ ليفيد الاختصاص والاهتمام معًا (وأورد) على ما قلنا في ½بسم الله¼ قولُه تعالى: (﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ) حيث قدّم فيه المتعلَّق (وأجيب) عن هذا الإيراد (بأنّ الأهمّ فيه) أي: في هذا القول (القراءةُ) لأن هذه الآية أوّل آية نزلت فكان الأمر بالقراءة أهمّ باعتبار هذا العارض وإن كان اسم الجلالة أهمّ في نفسه (و) أجيب أيضًا (بأنه) أي: قوله تعالى: ½باسم ربك¼ (متعلِّق بـ½اقرأ¼ الثاني) المذكور في قوله تعالى: ﴿ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ﴾ [العلق:٣] (ومعنى) ½اقرأ¼ (الأوّل) المذكور في قوله تعالى: ﴿ ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ﴾ (أوجد القراءة) ولا يتعلَّق به ½باسم ربك¼, ولمّا فرغ من المطلب الثاني شرع في الثالث فقال (وتقديم بعض معمولاته) أي: الفعل (على بعض) آخر (لأنّ أصله) أي: أصل ذلك البعض المقدّم (التقديم و) الحال أنه (لا مقتضِي) أي: لا مُوجِب (للعدول عنه) أي: عن ذلك الأصل (كالفاعل في نحو ½ضرب زيد عمرًا¼) فإنّ الأصل في الفاعل أن يلي الفعلَ بأن كان مقدّمًا على سائر معمولاته


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229