عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

ويقاتل شجاعة، أيّ ذلك في سبيل الله تعالى؟ فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى))[1]. ومثال الثاني وهو المميّز رتب العبادة، كمن صلَّى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميّز هو النية، وكذلك العتق قد يقصد به الكفّارة وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه، فالمميّز هو النيّة.

وفي قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) دليل على أنَّه لا تجوز النيابة في العبادات، ولا التوكيل من نفس النية، وقد استثني من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الأضحية، فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح، والتفرقة مع القدرة على النية. وفي الحج: لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين، أمَّا إذا كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية، وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان بأحدهما رهن فأدّى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن، صدق، فإن لم ينو شيئاً حالة الدفع، ثم نوى بعد ذلك، وجعله عمَّا شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا.

قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ).  

أصل المهاجرة المجافاة والترك، فاسم الهجرة يقع على أمور:


 



[1]       "صحيح مسلم"، كتاب الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، ر:١٩٠٤، صـ١٠٥٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151