عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

الجوارح، وإذا فسدت فسدت الجوارح. قال العلماء: البدن مملكة والنفس مدينتها، والقلب وسط المملكة، والأعضاء كالخدّام والقوى الباطنية كضياع المدينة، والعقل كالوزير المشفق الناصح به، والشهوة طالب أرزاق الخدّام، والغضب صاحب الشرطة، وهو عبد مكّار خبيث، يتمثّل بصورة الناصح ونصحه سمّ قاتل، ودأبه أبداً منازعة الوزير الناصح، والقوة المخيلة في مقدم الدماغ كالخازن، والقوة المفكرة في وسط الدماغ، والقوة الحافظة في آخر الدماغ، واللسان كالترجمان، والحواسّ الخمس جواسيس، وقد وكّل كلّ واحد منهم بصنيع من الصناعات، فوكّل العين بعالم الألوان، والسمع بعالم الأصوات، وكذلك سائرها فإنَّها أصحاب الأخبار، ثم قيل: هي كالحجبة توصل إلى النفس ما تدركه، وقيل: إنَّ السمع والبصر والشمّ كالطاقات تنظر منها النفس، فالقلب هو الملك فإذا صلح الراعي صلحت الرعية وإذا فسد فسدت الرعية، وإنَّما يحصل صلاحه بسلامته من الأمراض الباطنة كالغل، والحقد، والحسد، والشح، والبخل، والكبر، والسخرية، والرياء، والسمعة، والمكر، والحرص، والطمع، وعدم الرضى بالمقدور، وأمراض القلب كثيرة تبلغ نحو الأربعين، عافانا الله منها وجعلنا ممن يأتيه بقلب سليم.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151