عنوان الكتاب: السراجية في الميراث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمد لله ربّ العالَمين حَمْدَ الشاكرين، والصلاة على خير البَريّة محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، قال رسول الله صلّى الله تَعالَى عليه وسلّم: ((تَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ وَعَلِّمُوْهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ العِلْمِ))،......................

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القديم الوارث، الدائم المُحيي المُميت الباعث، والصلاة والسلام على مَن جاء بالفرائض، وصحّحها بالحجج النواهض، وعلى آله وصحبه الهُداة الفارضين، وعلماء ملّته وَرَثَة الأنبياء والمرسلين، قال الشيخ سِراج الدين محمّد بن عبد الرشيد السَجاوَنْديّ الحنَفيّ رحمه الله القويّ: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد) وهو الثناء باللسان على الجميل الاختياريّ على جِهة التعظيم سواء تعلّق بالفضائل أو بالفواضل كالعلم والتعليم (لله) وهو اسم للذات الواجب الوجود المستحقّ لجميع المحامد (ربّ العالَمِين) الربّ في اللغة التربية وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثمّ وُصِف به للمبالغة كالصوم والعدل، والعالَم اسم لما يُعلَم به كما أنّ الخاتَم اسم لما يُختَم به، ثمّ غلب فيما يُعلَم به الصانع وهو ما سوى الله تعالى من الجواهر والأعراض، وجمعُه بالياء والنون من قبيل ½أرضِينَ¼ (حَمْدَ الشاكِرين) نصب بنزع الخافِض أي: كحمد الشاكِرين، والمراد بالشاكِرين الأنبياء والأولياء والصالحون، وإنّما لم يقل ½حمدَ الحامدين¼ لأنّ الشكر أشمل لأنه يكون باللِسان والجَنان والجوارح بخلاف الحمد فإنه يختصّ باللسان (والصلاة) أي: والرحمة من الله تعالى نازلة (على خيْر البَريّة) أي: الخلق، إن قيل لا يجوز إطلاقه عليه عليه السلام لأنه قد روي أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ فقال يا خير البريّة! فقال عليه السلام: ((ذاك إبراهيم))، قلنا قاله النبيّ عليه السلام تواضعاً واحتراماً لإبراهيم عليه السلام لخِلّته وأبوّته وإلاّ فنبيّنا هو أفضل الأنبياء والرُسُل لقوله تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾ [البقرة:٢٥٣] (محمّد) عطف بيان لـ½خير البريّة¼ (وآله) عطف على ½خير البريّة¼، والآل يُطلَق على الجُندِ والأتباع كـ½آل فرعون¼، والنفسِ كـ½آل موسى¼، وأهلِ البيت كما هنا أي: وعلى أهل بيته (الطيّبين) المتنزِّهِين عن الإثم بالجَنان (الطاهرين) المتبرِّئين عن العِصيان بالأركان (قال رسول الله صلّى الله تَعالَى عليه وسلم: ((تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوْهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ))) بَدَأ بقول الرسول


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

112