عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

شَقاشِقُ ارتِجالِه, أيّها السّادِرُ في غُلَوائِهِ [1], السّادِلُ ثوْبَ خُيَلائِهِ, الجامِحُ في جَهالاتِهِ [2], الجانِحُ إلى خُزَعْبِلاتِه, إلامَ تسْتَمرُّ على غَيّكَ, وتَستَمْرئُ مرْعَى بغْيِكَ؟ وحَتّامَ تتَناهَى في زهوِكَ [3],


 



[1] قوله: [أيّها السّادِرُ في غُلَوائِهِ...إلخ] ½السادر¼ المتحيّر, وهو أيضاً الذي لا يهتمّ لشيءٍ ولا يبالي بما صنع, ويقال للذي يطيل الجلوس في الشمس حتّى يتحيَّر بصرُه: ½قد سدَر¼ فهو سادرٌ, و½الغلواء¼ الغلو وتجاوز الحدّ, وأيضاً سرعة الشباب وأوّلُه, و½السادل¼ المرخي ثوبه, و½الخيلاء¼ فعلاء من ½الخال¼ وهو الكبر, ومنه سمِّيت الخيل خيلاً لاختيالها في مشيها, و½سادل ثوبه إلخ¼ أي: أرسله وطوّله ليجرّه من الكبر, فيقول: أيّها الأعمى الكثير اللَّجاج في ركوب المعاصي! هلاّ نظرتَ بعين البصيرة ورجعتَ عمَّا أنت عليه من الضلال. (مغاني, الشريشي)

[2] قوله: [الجامِحُ في جَهالاتِهِ...إلخ] ½الجامح¼ الجاري إلى غير غاية, والجموح من الرجال, الذي يركب هواه ولا يمكن ردّه, فيُريد أنه أكثر الفساد حتّى جرى منه في غير طريق, و½الجانح¼ المائل, ومنه قوله تعالى: ﴿ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا[الأنفال:٦١], أي: مالوا إلى الصلح, و½الخُزَعبِلات¼ جمع ½خُزَعبِلة¼ وهي ما أضحكتَ به القوم, والشيء الباطل, يقال: ½دعنا من خزعبلاتك¼ أي: من أضاحيكك ودعاباتك وملَحك, و½إلام¼ هو مركب من ½إلى¼ الجارّة و½ما¼ الاستفهامية, يعني ½إلى ما¼ و½تستمرّ¼ أي: تمرّ وتذهب, و½استمرّ مريره¼ أي: استحكم عزمه, و½الغيّ¼ الجهل والضلال, و½تستمرئ...إلخ¼ أي: تسيغه وتستلذّه, من قولهم: ½طعامٌ مَرِيءٌ¼ إذا كان سائغاً لا تغيص فيه, ومنها سمّي مدخل الطعام والشراب من الحلقوم إلى فم المعدة: ½مَرِيءً¼ لمرور الطعام والشراب وسوغهما, وقيل: المريء من الطعام المحمود العاقبة والهنيء اللذيذ, قال الله تعالى: ﴿فَكُلُوهُ هَنِيٓ‍ٔٗا مَّرِيٓ‍ٔٗا [النساء:٤], قال الفرّاء والزجاج: ½الهنيء¼ الطيب السائغ الذي لا ينغصه شيءٌ, و½المريء¼ المحمود العاقبة التامّ الهضم الذي لا يضرّ ولا يؤذي, وكلُّ أمرٍ يأتيك من غير تعب فهو هنيء و½بغيك¼ ظلمك. (مغاني, الرازي)

[3] قوله: [وحَتّامَ تتَناهَى في زهوِكَ...إلخ] ½حتّام¼ حرف ½ما¼ التي هي للاستفهام إذا دخلت عليه حرفُ الجرّ حذفت الألف منها, وربما وصلت به, كقوله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ[النبأ:١], ونحو ذلك, و½تتناهى¼ إذا بلغ النهاية, أي: تبلغ النهاية, ونهاية الشيء آخِره, و½الزهو¼ الكبر والعظَمة, يقال: ½زُهي الرجل¼ فهو مَزهوٌّ, على لفظ ما لم يسمّ فاعله, أعجب بنفسه وتكبّر, و½انتهى عن الشيء¼ إذا كفّ عنه وانقطع عنه, يقال: نهيتُه فانتهى, و½اللهو¼ ما يشغل عن الخير من أنواع الطرب. (مغاني, الشريشي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132