عنوان الكتاب: عقاب الظلم

أيّها المسلمون! إنّ السلف الصالح رحمهم الله تعالى إن سألوا الناس عن أحوالهم فعن اهتمام وعزم على القيام بما يظهرون لهم من الحاجات كما قال ابن سيرين لرجل: كيف حالك ؟ فقال: وما حال من عليه خمس مئة درهم ديناً وهو معيل ؟ فدخل ابن سيرين منـزله فأخرج له ألف درهم فدفعها إليه وقال: خمس مئة اقض بها دينك وخمس مئة عد بها على نفسك وعيالك ، ولم يكن عنده غيرها ثُمّ قال: والله ! لا أسأل أحداً حاله أبداً ، وإنّما فعل ذلك لأنّه خشي أن يكون سؤاله من غير اهتمام بأمره فيكون بذلك مرائياً منافقاً[1]. أيّها الأحبة! اعلموا أنّ التطاول على الغير على سبيل الظلم والعدوان وخذلان المظلوم مع القدرة على نصرته من المهلكات العظيمة قد روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قال ربّكم: وعزّتي وجلالي ! لأنتقمنّ من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمنّ مـمّن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل))[2].


 



[1] ذكره الغزالي في "الإحياء"، كتاب آداب العزلة، ٢/٢٨٨.

[2] "المعجم الكبير"، ١٠/٢٧٨، (١٠٦٥٢)، و"المعجم الأوسط"، ١/٢٠، (٣٦)، و"الترغيب والترهيب"، الترهيب من الظلم، ٣/١٤٥، (٣٤٢١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36