عنوان الكتاب: عقاب الظلم

فمن ذلك ما روي أنّه بكى علي بن الفضيل رضي الله عنه يوماً فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: أبكي على من ظلمني إذا وقف غداً بين يدي الله تعالى وسئل عن ظلمه ولم تكن له حجة[1]. وقال الفضيل: ما رأيت أزهد من رجل من أهل "خراسان" جلس إليّ في المسجد الحرام ثم قام ليطوف، فسرقت دنانير كانت معه ، فجعل يبكي فقلت: أعلى الدنانير تبكي ؟ فقال: لا. ولكن مثلتني وإيّاه بين يدي الله عزّ وجلّ فأشرف عقلي على إدحاض حجته ، فبكائي رحمة له[2].

وقد ورد في السرقة وعيد شديد: ((من سرق شيئاً جاء يوم القيامة وفي رقبته طوق من نار ، ومن أكل شيئاً حراماً أوقدت النار في بطنه ولَها صوت يرعب الخلائق ساعة ما يقوم من قبره حتّى يقضي الله بين الخلائق ما هو قاض))[3].

فعلى كلّ مسلم أن يحذّر الناس من الذنوب كبيرها وصغيرها ويهتمّ اهتماماً كبيراً في التحذير والزجر عن المعاصي


 



[1] ذكره الغزالي في "الإحياء"، كتاب آداب الألفة... إلخ، ٢/٢٦١.

[2] ذكره الغزالي في "الإحياء"، كتاب ذم الغضب والحقد، ٣/٢٢٧.

[3] "قرة العيون" مع الروض الفائق، في عقوبة آكل الربا، صـ٣٩٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36