عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

مَن خرج إلى بعض القرى القريبة ومن قصده أنّه ينشأ السفر للحجّ مثلاً، لا يكون في ذهابه إلى القرية مسافراً أبداً، والمقاصد إذا كانت كلّها مقصودة بالذات فالقصد المقارن، إنّما هو لما إليه السير والتوجّه في الحال، وللبواقي نيّة إحداث العزم في المآل، ويتّضح ذلك إذا لم يكن المقصد الأدنى في طريق الأعلى، كما في هذا الشكل). ثم رسم شكلاً وأوضح الحكم وافياً شافياً، تبيّن منه أنّ المقاصد العديدة إذا كانت مقصودة بالذات، وعلى مسيرة السفر إنّما هو الأقصى لا يكون مسافراً في مقصده إلى المواضع الدانية؛ إذ ليست على مسيرة سفر فعليه الإتمام، وليس له القصر.

(١٠) لم يقتصر الشيخ في حاشيته جدّ الممتار على إيضاح المسائل الفقهيّة فحسب، بل كشف عن كثير من مسائل الكلام والتأريخ والهيئة والتوقيت وعلوم اللغة والأمكنة والرجال وغيرها.

يكتب العلاّمة الشامي في سنده للفقه[1]: (شمس الأئمّة الكَردري عن برهان الدين علي المرغيناني صاحب الهداية عن فخر الإسلام البزدوي). قال الشيخ في أوّل حاشيته[2]: (انظر هذا، فإنّ وفاة صاحب الهداية سنة ٥٩٣ﻫ، (المولود سنة ٥١١ﻫ) ووفاة فخر الإسلام (علي بن محمّد البزدوي) سنة ٤٨٢ﻫ، بينهما أكثر من مائة سنة. نعم! تلمذ (صاحب الهداية) على مفتي الثقلَين (عمر بن محمّد) النسفي (٤٦١  ٥٣٧ﻫ) وهو على أبي اليسر (محمّد) البزدوي أخي فخر الإسلام المتأخّر عنه ولادة ووفاة، وولادة فخر


 



[1] انظر ٠ردّ المحتار٠، المقدّمة، ١/٩.

[2] انظر المقولة: [١] قوله: عن فخر الإسلام البزدوي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568