عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

السبكي[1] على أنّ إغماءهم [عليهم الصلاة والسلام] يخالف إغماء غيرهم، وإنّما هو عن غلبة الأوجاع للحواسّ الظّاهرة دون القلب، وقد ورد: تنام أعينهم لا قلوبهم، فإذا حُفظَت قلوبهم من النوم الذي هو أخفّ من الإغماء فمنه بالأولى) اﻫ. وبه يتجه البحث.

قلت: والعجب أنّ السيِّد ط بعد ذکره هذا الاستظهار عاد فأورد البحث ثمّ قال[2]: (هذا ينافي ما ذکره الملا علي القاري في شرح الشفاء[3] من الإجماع علی أنّه صلی الله تعالی عليه وسلم في نواقض الوضوء کالأمّة إلاّ ما صحّ من استثناء النوم؛ لأنّه کان صلی الله تعالی عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه، وقد حکى في الشفاء قولين بالطهارة والنجاسة في الحدَثين منه صلی الله تعالی عليه وسلَّم) اﻫ.

أقول: والقول الفصل عندي أن لا نقض منهم صلی الله تعالی عليهم وسلم بالنوم والغشي ونحوهما مِمَّا يحکم فيه بالحدث لمکان الغفلة، وأمّا


 



[1] هو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي أبو الحسن، تقي الدين شيخ الإسلام في عصره، (ت٧٥٦ﻫ). وهو والد التاج السبكي صاحب ٠الطبقات٠، من تصانيفه: ٠الابتهاج في شرح المنهاج٠ للنووي، ٠الإيمان الجلي في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي٠، ٠تكملة شرح المهذب٠ للنووي، ٠الدرّ النظيم في تفسير القرآن العظيم٠، ٠السيف المسلول على من سبّ الرسول٠، و٠مختصر طبقات الفقهاء٠ وغيرها.

(٠الأعلام٠، ٤/٣٠٢، ٠هدية العارفين٠ ١/٧٢٠).  

[2] ٠ط٠، كتاب الطهارة، ١/٨٢.

[3] ٠شرح الشفاء٠ لمنلا علي بن سلطان محمد القاري، الهروي، نور الدين، الفقيه الحنفي، (ت١٠١٤ﻫ).

(٠هدية العارفين٠، ١/٧٥٢، ٠الأعلام٠، ٥/١٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568