عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

حيث قال: الأصل أنّ العمل على قول أبي حنيفة  رضي الله تعالى عنه ، ولذا ترجِّح المشايخُ دليله في الأغلب على دليل مَن خالفه من أصحابه، ويُجيبون عمّا استدل به مخالفه، وهذا أمارة العمل بقوله وإن لم يصرّحوا بالفتوى عليه؛ إذ الترجيح كصريح التصحيح؛ لأنّ المرجوح طائحٌ بمقابلته بالراجح، وحينئذٍ فلا يعدل المفتي ولا القاضي عن قوله إلاّ إذا صرّح) إلى آخر ما مرّ. قال[1]: (وهو الذي مشى عليه الشيخ علاء الدين الحصكفي[2] أيضاً في صدر شرحه[3] على التنوير[4] حيث قال: وأمّا نحن فعلينا اتّباع ما رجّحوه وما صحّحوه، كما لو أفتوا في حياتهم. فإن قلت: قد يحكون أقوالاً بلا ترجيح، وقد يختلفون في التصحيح، قلت: يعمل بمثل ما عملوا من اعتبار تغير العُرف وأحوال النّاس، وما هو الأرفق، وما ظهر عليه التعامل، وما قوي وجهه، ولا يخلو


 



[1] ٠منحة الخالق٠، كتاب القضاء، فصل في التقليد، ٦/٤٥٣. 

[2] أي: صاحب ٠الدرّ المختار٠: محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن حسن المعروف بالعلاء الحصكفي الحنفي المفتي، (ت١٠٨٨ﻫ)، من تصانيفه: ٠الدرّ المختار٠ في شرح ٠تنوير الأبصار٠ في الفروع، ٠إفاضة الأنوار على أصول المنار٠ للنسفي، تعليقة على ٠أنوار التنزيل٠ للبيضاوي، ٠خزائن الأسرار وبدائع الأفكار٠، ٠الدرّ المنتقى٠ في شرح ٠الملتقى٠، وغير ذلك. 

(٠هدية العارفين٠، ٢/٢٩٥-٢٩٦).

[3] أي: في ٠الدرّ المختار٠.

[4] ٠تنوير الأبصار وجامع البحار٠: للشيخ شمس الدين محمّد بن عبد الله بن أحمد بن تمرتاش الغزي الحنفي، (ت١٠٠٤ﻫ). (٠كشف الظنون٠، ١/٥٠١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568