عنوان الكتاب: أحكام الصيام

[٨]: «السَّحُوْرُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فلا تَدَعُوهُ ولَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً من ماء فإنّ اللهَ عزّ وجلّ وملائكَتَهُ يُصَلُّونَ على الْمُتَسَحِّرِيْنَ»[1].

أخي الحبيب:

نِعْمَةُ السَّحُورِ نِعمةٌ عَظِيمَة فعلى الصَّائِمِ أن يتَسَحَّرَ، حتَّى يَنَالَ مَغْفِرَةَ رَبِّه سبحانه وتعالى، ويُسْبِغَ عليه رَحْمَتَه، وتَدْعُوَ لَه الْمَلاَئِكَةُ بالرَّحْمَةِ وَالْعَفْوِ عنه عِلاَوَة على ما فيه من الفَوَائِدِ والفَضَائِلِ والبَرَكَاتِ وقد سَمَّاه النَّبِيُّ الْكَرِيْم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم الغَدَاءَ الْمُبَارَك فعن سيّدنا عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله تعالى عنه قال: دَعَانِي رَسُولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إلى السَّحُورِ في رَمَضانَ، فقال: «هَلُمَّ إلى الغَدَاءِ الْمُبَارَكِ»[2].

أخي الحبيب:

يَصِحُّ الصِّيَامُ مِنْ غَيْرِ سَحُورٍ، لكن لا يُسْتَحْسَنُ تَرْكُ السَّحُورِ عَمْدًا، لأَنَّ السَّحُورَ سُنَّةٌ عظيمَةٌ، يَنْبَغِي لِلمُسْلِمِ اتِّبَاعُها، وَالْعَمَلُ بها، ويَحْرِصُ على السَّحُورِ إِصَابَةً لِلسُّنَّةِ ولَوْ بشَيء بَسِيْطٍ يَأْكُلُه، أوْ يَشْرَبُه من اللَّيْلِ قُبَيْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، ومَنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئاً فَلْيَحْرِصْ أنْ يَتَسَحَّرَ من الماء والتَّمْر بل إنّ السُّنَّةَ أنْ يكُوْنَ السَّحُوْرُ من الماء والتَّمْرِ: رُوِيَ عن سيّدِنا أنَس رضي الله تعالى عنه قال: قال الرسولُ الكريم صلّى الله


 



[1] ذكره أحمد بن حنبل في "مسنده"، ٤/٢٦، (١١٠٨٦).

[2] أخرجه أبو داود في "سننه"، كتاب الصوم، باب من سمى السحور الغداء، ٢/٤٤٢، (٢٣٤٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

104