عنوان الكتاب: أحكام الصيام

أَقْطَعُ حَيَاتِي باللَّهْوِ واللَّعِبِ وأُضَيِّعُ أَوْقَاتِي في الْعِصْيَان. حتّى لقَدْ كانَ الآبَاءُ والأُمَّهَاتُ يُجَنِّبُوْنَ أَوْلادَهُم صُحْبَتِي، فكُنْتُ أَعِيْشُ بِهَذَا الفَسَادِ، وفي يَوْمٍ لَقِيْتُ أَحَدَ الدُّعَاةِ فأَخَذَ يُشَجِّعُنِي على السَّفَرِ في سبيلِ الله مَعَ قَوَافِلِ المدينة، فتَأَثَّرْتُ كَثِيْرًا بِكَلاَمِه، ووَافَقْتُ على السَّفَرِ في قَافِلَةِ المدينة. وفِعْلاً سافَرْتُ في سبيلِ الله لِثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وبِسَبَبِ صُحْبَةِ الإخْوَةِ الدُّعَاةِ تَغَيَّرْتُ كَثِيْرًا، وتُبْتُ إِلَى الله، وحَرَصْتُ على اِرْتِدَاءِ اللِّبَاسِ الإسْلاَمِي، ولَبِسْتُ الْعِمَامَةَ الْخَضْرَاءَ، وأَصْبَحْتُ أَنْصَحُ النَّاسَ بِالْخَيْرِ، وصِرْتُ مَحْبُوْبًا، بَيْنَ النَّاسِ بِبَرَكَةِ السَّفَرِ في سبيلِ الله مَعَ قَوَافِلِ المدينة.

أخي الحبيب:

أَضَرُّ الأَشْيَاءِ على الإنْسَانِ: الصُّحْبَةُ السَّيِّئَةُ وأَمَّا الصُّحْبَةُ الصَّالِحَةُ فلَهَا بَرَكَاتٌ كَثِيْرَةٌ، وتُحَذِّرُ الْعَبْدَ مِنَ الوُقُوْعِ في الذُّنُوْبِ، وَالْمَعَاصِي، فيَجِبُ على الإنْسَانِ: أَنْ يُصَاحِبَ مَنْ تُذَكِّرُهُ بِاللهِ رُؤْيَتُه، ويُرَغِّبُه في الآخِرَةِ عَمَلُهُ ويُقَلِّلُ مِنْ مَحَبَّةِ الدُّنْيَا ويُكْثِرُ من مَحَبَّةِ الآخِرَةِ، ويَزِيْدُ حُبًّا لله، وحُبًّا لِرَسُوْلِه الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.

وعلى الْمَرْءِ: أَنْ يَجْتَنِبَ صُحْبَةَ أَهْلِ السُّوْءِ، ومُجَالَسَةَ تَارِكِ الصَّلاَةِ، قال الشَّيْخُ سَيِّدُنَا الإمامُ أَحْمَدُ رضا خان رحمه الله تعالى:

يَجِبُ على الْمُسْلِمِ: أَنْ يَنْصَحَ تَارِكَ الصَّلاَةِ، بِلُطْفٍ، ولِيْنٍ، وبِتَرْهِيْبٍ، وتَخْوِيْفٍ، بِمَا في القرآنِ الكريمِ والْحدِيْثِ الشريفِ، مِنَ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

104