عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

غلامه¼، ومثال ما كان عاملها معنى الفعل نحو: ½هذا زيد قائماً¼ معناه أنبّه وأشير، وقد يحذف([1])العامل لقيام قرينة كما تقول للمسافر: ½سالِماً غانِماً¼ أي: ترجع سالِماً غانِماً. فصل: التمييز([2])........................

 



([1]) قوله: [قد يحذف... إلخ] أي: يحذف عامل الحال عند حصول القرينة حاليّة كانت أو مقاليّة، أمّا الحاليّة فكقولك لِمن يريد السفر: ½سالِماً غانِماً¼ أصله: ½ترجع سالِماً غانِماً¼ فحذف ½ترجع¼ والقرينة على حذفه حال المخاطَب، وأمّا المقاليّة فكقوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾[سورة القيامة: ٣-٤] أي: بل نجمعها قادرين... إلخ، ويجب حذف العامل فِي الحال المؤكّدة مفهومَ الجملة الاسميّة السابقة الّتِي هي مركّبة من الأجزاء الّتِي ليست صالحة للعمل نحو: ½زيد أبوك عطوفاً¼ فـ½زيد أبوك¼ جملة اسميّة سابقة مركّبة من الأجزاء الّتِي ليست صالحة للعمل و½عطوفاً¼ حال مؤكّدة مفهومَ تلك الجملة، والمفهوم من الجملة هو معنى العطف؛ لأنه من لوازم الأبوّة، فتقديره: ½زيد أبوك أحقّه عطوفاً¼ أي: أثبت الأبوّة حال كونه عطوفاً، "كا، غ" وغيرهما.

([2]) قوله: [التمييز] هو فِي اللغة: ½جدائي كردن¼ ويسمّى بـ½التبيين¼ و½التفسير¼ أيضاً، وفِي الاصطلاح: ما أشار إليه المص، واعلم أنّ فِي التمييز قواعد منها: أنّ التمييز لا يكون إلاّ من الجنس المبهم سواء كان مذكوراً نحو: ½عندي رطل زيتاً¼ أو مقدّراً كما يكون التمييز عن نسبة الجملة نحو: ½طاب زيد نفساً¼ تقديره: ½طاب المنسوب إلَى زيد نفساً¼، ومنها: أن لا يكون التمييز معرفة فإن كان معرفة يؤوّل بالنكرة، ومنها: أنه يكون منصوباً وقد يكون مجروراً بِـ½من¼ عند الجمهور كقوله تعالى: ﴿وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾ [سورة الاعراف:٤] وعند الزمخشري لا يجوز زيادة ½مِنْ¼ على ½كم¼ الاستفهاميّة، ومنها: أن يكون الإبهام وضعاً فلا يكون ½فِي الماء¼ فِي ½رأيت جارية فِي الماء¼، و½الرجل¼ فِي ½مررت بِهذا الرجل¼، و½عمر¼ فِي ½قام أبو حفص عمر¼ من باب التمييز؛ لأنّ الإبهام فِي هذه الأشياء أعنِي: ½جارية¼ و½هذا¼ و½أبو حفص¼ ليس بوضعيّ بل عارضيّ نشأ من تعدد الموضوع له فِي الاستعمال، أو نشأ من عدم شهرته كما فِي عطف البيان، "ه".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279