عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

والصلاة والسلام على رسوله([1]).......................................

 



([1]) قوله: [والصلاة والسلام على رسوله] أي: الصلاة والسلام نازلان على رسوله، وإنّما أردف التحميد بالصلاة والسلام؛ لأنه ثابت بالنقل والعقل، أمّا النقل فلقوله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾[النمل : 59] وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾[الأحزاب : 56] وقوله عليه الصلاة والسلام: ½أتانِي جبرئيل عليه السلام فقال: إنّ ربّي وربّك يقول:كيف رفعتُ لك ذكرك؟ قال: الله أعلم، قال: إذا ذكرتُ ذكرتَ معي¼، "ز". وبِهذا فسّر قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾[الشرح : 4]، وأمّا العقل فلأنّ العبد بعيد من الله تعالى غاية البعد فلا بدّ هناك من الواسطة حتّى يصل إلينا الرحمة من ذلك الفياض؛ لأنّ إصابة الفيض العالي المستفيض السفلي البعيد لا يكون غالباً إلاّ بالواسطة، فإن قلت: هذا مناقض لِما جاء في الآية الكريمة: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾[ق: 16] فإذا كان الربّ أقرب إلى العبد من الحبل فكيف يكون العبد بعيداً منه، قلنا: إنّ الله تعالى قريب إلينا بلا شكّ وريب بالنظر إلى علمه وقدرته ولكنّ العبد بعيد منه بالنظر إلى عدم الأعمال اللائقة بحال العبودية لله تعالى فيكون قريباً من جهة وبعيداً من أخرى فلا تناقض بينهما، "ه". ثُمّ الصلاة حقيقة لغوية في الدعاء، وقالوا: الصلاة من الله تعالى رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء، ومن الوحوش والطيور تسبيح، وقيل: المراد ههنا المعنى العامّ على سبيل عموم المجاز وهو إيصال الخير إلى الغير، فإن قلت: الصلاة بمعنى الدعاء واستعماله بكلمة ½على¼ يفيد الدعاء بمعنى الشرّ فلا يجوز ههنا، قلنا: لا نسلّم ذلك فإنّه لا يكون بمعنى الشرّ في المواضع كلّها قال تعالى: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ﴾[التوبة : 103]، وعلى التسليم نقول: هذا إذا كان لفظ الدعاء صريحاً وليس كذلك ههنا. والرسول في اللغة: ½فعول¼ بمعنى ½المفعول¼ أي: ½فرستاده شده¼، وفى الاصطلاح: هو مذكّر بعثه الله تعالى إلى الخلق لتبليغ أحكام الشريعة معه كتاب متجدّد، والنبِيّ من أوحي إليه سواء نزل عليه الكتاب أو لَم ينـزل.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279