عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

أي: المختصر، صفة ثالثة للكتاب.أمّا بعد([1]): فهذا مختصر([2])مضبوط([3])في النحو([4])جمعت فيه مهمّات النحو([5])

على ترتيب الكافية([6])مبوّباً­­............................................

 



([1]) قوله: [أمّا بعد] كلمة ½أمّا¼ متضمّنة لمعنى الشرط أي: مهما يكن من شيء بعد البسملة والحمدلة والصلاة فهذا... إلخ، أسقط الجملة الشرطيّة ونابت منابَها ½أمّا¼، فلتضمّنها معنى الشرط لزمها الفاء ولتضمّنها معنى الابتداء لَم يلاحقها الفعل، وقد تستعمل في الكلام لتفصيل الإجمال وهي الأكثر كقولك: ½جاءني القوم أمّا زيد فأكرمته وأمّا عمرو فأهنته وأمّا بشر فأعرضت عنه¼، وقد تستعمل للاستيناف من غير سبق الإجمال كـ½أمّا¼ المذكورة في أوائل الكتب، ثُمّ اختلف في أصلها فعند الخليل أصلها ½مهما¼ أبدلت الهاء همزة لقرب المخرج ثُمّ قدّمت الهمزة على الميمين لاقتضائها الصدارة وحرّكت لتعذّر الابتداء بالساكن، وأدغمت الميم في الميم فصارت ½أمّا¼ كصيرورة الطين خزفاً، وعند سيبويه هي كلمة برأسها؛ لأنها حرف والأصل في الحروف عدم التصرّف، وعند البعض أصلها ½إن¼ زيدت بعدها ½ما¼ كما يزاد بعد سائر أدوات الشرط وأدغمت النون في الميم لقرب المخرج ثُمّ أبدلت كسرة الهمزة فتحة لئلاّ تلتبس بكلمة ½إمّا¼ للترديد فصارت ½أمّا¼، وقيل: أصلها ½ماما¼ فأبدلت الألف همزة لكراهة توالي الميمين ثُمّ قدّمت الهمزة وأدغمت الميم في الميم، فصار ½أمّا¼، و½بعد¼ من الظروف الزمانيّة المنقطعة عن الإضافة المبنيّة على الضمّ، "ه".

([2]) قوله: [فهذا مختصر] أي: هذا الكتاب الّذي صنّفه كتاب مختصر... إلخ على أنّ الخطبة إلحاقيّة، وإن كانت ابتدائيّة فالإشارة إلى ما تقرّر في الذهن فلا يقال: إنّ استعمال ½هذا¼ ههنا ليس في محلّه إذ الشرط في استعماله أن يكون في المحسوس والكتاب ههنا ليس بمحسوس؛ لأنا نقول: إنّ المحسوس على نوعين: حقيقيّ وحكميّ، والكتاب ههنا وإن لَم يكن محسوساً حقيقة لكنّه محسوس حكماً، "ه".

([3]) قوله: [مضبوط] صفة ثانية أي: هذا كتاب مختصر محفوظ عن الحشو والتطويل وعمّا لا يليق.

([4]) قوله: [فى النحو] أي: في علم النحو، وهذا ظرف لقوله: ½مختصر¼.

([5]) قوله: [مهمّات النحو] أي: مقاصده، وهو مفعول به لـ½جمعت¼، والنصب فيه تابع للجرّ كما في ½مسلمات¼، وإنّما لم يقل: ½مهمّاته¼ مع أنه أخصر؛ لأنّ في إقامة المظهر مقام المضمر زيادة التمكّن في الذهن.

([6]) قوله: [على ترتيب الكافية] كلمة ½على¼ بمعنى الباء؛ لأنّ المعنى ههنا على الإلصاق لا على الاستعلاء،وهي مع مجرورها ظرف لغو لـ½جمعت¼، والترتيب في اللغة: ½ساختن شئ¼، وفي الاصطلاح: جعل كلّ شئ في مرتبته، وقيل: جعل الأشياء المتعدّدة بحيث يطلق عليها اسم واحد ويعتبر في مفهومها النسبة بالتقديم والتأخير، والكافية: اسم كتاب للشيخ ابن الحاجب في النحو مشتمل على ترتيب يقتضيه الطبع السليم والذوق المستقيم، رتّب هذا المختصر على ترتيب الكافية ليكون عمدة في القواعد، وأسندها إليها ليقع عظيماً في الأذهان؛ لأنّ إسناد الشيء إلى أمر عظيم يوجب عظمة ذلك الشئ كما يقال للكعبة: ½هذا بيت الله¼ مع أنه لا بيت له وإنّما نسبتها إليه تعالى للتعظيم، والمراد بالترتيب المذكور ترتيب الأقسام والأبحاث الكليّة لا ترتيب المسائل الجزئيّة، "ه".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279