عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

فيختار([1])بعدها المبتدأ نحو: ½خرجت فإذا السبع واقف¼، ومنها:([2])½إذ¼ وهي للماضي، وتقع بعدها الْجملتان­([3])الاسميّة والفعليّة نحو: ½جئتك إذ طلعت الشمس وإذ الشمس طالعة¼، ومنها:([4])½أين¼ و½أنّى¼ للمكان بِمعنى الاستفهام نحو: ½أين تمشي¼ و½أنّى تقعد¼، وبِمعنى الشرط نحو: ½أين تجلس أجلس¼ و½أنّى تقم أقم¼، ومنها:([5])½متى¼ للزمان شرطاً أو استفهاماً نحو: ½متى تصم أصم¼ و½متى تسافر¼، ومنها:([6])½كيف¼



([1]) قوله: [فيختار] الفاء جزائية أي: إذا كان ½إذا¼ للمفاجاة فيختار المبتدأ بعدها فرقاً بين ½إذا¼ هذه وبين ½إذا¼ الشرطيّة، وفِي قوله: ½يختار¼ إشارة إلَى أنّ وقوع المبتدأ بعد ½إذا¼ الفجائيّة ليس بلازم. "غ".

([2]) قوله: [ومنها] أي: من الظروف المبنيّة ½إذ¼، وإنّما بنيت ½إذ¼ لِما مرّ فِي ½حيث¼، أو لكون وضعها وضع الحرف، وهي للماضي وإذا دخلت على المضارع تجعله ماضياً نحو: ½أتيت إذ يقوم زيد¼ أي: ½إذ قام زيد¼، فإن قلت: إنّ ½إذ¼ كما تكون للماضي كذلك تكون للمستقبل نحو قوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ﴾[غافر: ٧٠-71]، قلنا: المراد بكونِها للماضي كونُها له على سبيل الكثرة لا على سبيل الكلّية، فإن قلت: كما أنّ ½إذا¼ تكون للمفاجاة كذلك ½إذ¼ أيضاً تكون للمفاجاة نحو: ½خرجت فإذ عمرو قائم¼ فلِمَ لَم يذكر المص كونَها للمفاجاة؟ قلنا: إنّ مجئ ½إذ¼ للمفاجاة قليل غاية القلّة فهو فِي حكم العدم فلم يذكره. "غ".

­([3]) قوله: [الجملتان] أي: الجملة الاسميّة والفعليّة، لعدم اشتمال ½إذ¼ معنى الشرط المقتضي اختصاصها بالجملة الفعليّة.

([4]) قوله: [ومنها] أي: من الظروف المبنيّة ½أَيْنَ¼ و½أَنَّى¼، وإنّما بنيتا لتضمّن حرف الاستفهام أو الشرط، ويجئ ½أَنّى¼ بمعنى ½كيف¼ كقوله تعالى: ﴿فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾[البقرة: 223] أي: كيف شئتم، لا من أين شئتم إلاّ أن يكون المأتى موضع الحرث. "غ" وغيره.

([5]) قوله: [ومنها] أي: من الظروف المبنيّة ½متَى¼، وبنيت لتضمّن معنى حرف الاستفهام والشرط.

([6]) قوله: [ومنها] أي: من الظروف المبنيّة ½كيف¼، وإنّما عدّت ½كيف¼ فِي الظروف بناء على مذهب الأخفش، وأمّا عند سيبويه فهي اسم غير ظرف بدليل إبدال الاسم منها نحو: ½كيف أنت أصحيح أم سقيم؟¼ ولو كانت ظرفاً لأبدل منها الظرف نحو: ½متَى جئت أيوم أحد أم يوم السبت؟¼، والأخفش يقول: معناه: ½كيف أنت أفِي حال الصحّة أم فِي حال السقم؟¼ بإبدال الظرف، أو يقال: إنّما عدّت ½كيف¼ فِي الظروف؛ لأنها بمعنى ½على أيّ حال¼ فإذا قلت: ½كيف أنت؟¼ فمعناه: ½على أي حال أنت من الصحّة أو السقم؟¼ والجارّ والمجرور والظرف متقاربان فِي أنّ كلّ واحد منهما يقتضي المتعلّق، أو يقال: إنّ ½كيف¼ ظرف مكان بدليل عملها فِي الحال فِي قولك: ½كيف زيد ضاحكاً؟¼ كما فِي ½أين زيد قائما؟¼، وتستعمل ½كيف¼ مع ½ما¼ للشرط على ضعف عند البصريّين، ومطلقاً عند الكوفيّين، وإنّما بنيت لتضمّنها معنى حرف الاستفهام "غ" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279