عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

للاستفهام حالاً نحو: ½كيف أنت¼ أي: في أيّ حال أنت، ومنها:([1]) ½أيّان¼ للزمان استفهاماً نحو: ﴿أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾[الذاريات: 12]، ومنها:([2])½مذ¼ و½منذ¼ بِمعنى أوّل الْمدّة إن صلح جواباً لـ½متى¼ نحو: ½ما



([1]) قوله: [ومنها] أي: من الظروف المبنيّة ½أيّان¼ للزمان المستقبل، وإنّما بنيت لتضمّنها معنى حرف الاستفهام، والفرق بين ½متَى¼ و½أيّان¼ أنّ الثانية مختصّة بالزمان المستقبل وبالأمور العظام كقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾[الأعراف: 187] و﴿أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾[الذاريات: 12] و ﴿أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾[القيامة: 6] ولايقال: ½أيّان قيام زيد¼، والأولى أعمّ، ثُمّ قيل: أصل ½أيّان¼: ½أيّ أوان¼ فحذفت الهمزة مع الياء الأخيرة فبقي ½أيوان¼ فأدغم بعد قلب الواو ياء، وقيل: زِيد فِي ½أين¼ تشديد وألف فصار: ½أيّان¼، فإن قلت: ½أين¼ للمكان و½أيّان¼ للزمان فكيف يكون ½أين¼ أصل ½أيان؟¼، قلنا: إنّه يمكن التغيّر معنى بعد التغيّر لفظاً. "غ".

([2]) قوله: [ومنها] أي: من الظروف المبنيّة ½مذ¼ و½منذ¼، وبنيتا لِمشابَهتهما ½مذ¼ و½منذ¼ الّذَين هما حرفان، فقد يكون ½مذ¼ و½منذ¼ حرفَي جرّ يجرّ بِهما ما بعدهما، وحنيئذ يكون معناهُما متضمّناً لمعنى ½مِنْ¼، وقد يكونان اسمين كما وقعا ههنا فيرتفع ما بعدهما، فقد يكونان بمعنى أوّل مدّة الفعل الّذي قبلهما فيقع بعدهما المفرد المعرفة الواقعة خبراً عنهما لا المثنّى ولا المجموع ولا النكرة، نحو: ½ما رأيته مذ أو منذ يوم الجمعة¼ بالرفع أي: أوّل مدّة عدم رؤيتِي إيّاه يوم الجمعة، وقد يكونان بمعنى جميع مدّة الفعل الّذي قبلهما فيقع بعدهما الزمان المقصود مع المدّة الّتِي قصدت هي مع عددها، نحو: ½ما رأيته مذ أو منذ يومان¼ أي: جميع مدّة عدم رؤيتِي إيّاه يومان؛ وذلك لأنه لَمّا قصد بيان جميع المدّة لا بدّ من ذكر المدّة مع عدد يتعلّق بجميعها حتّى يفيد. "غ".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279