عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

من غير تعرّض للأدلّة والعلل([1])لئلاّ يشوّش ذهن المبتدي عن فهم المسائل([2])وسمّيته بـ"هداية النحو"([3])....................................

 



([1]) قوله: [من غير تعرّض للأدلّة والعلل] متعلّق بـ½إيراد الأمثلة¼، والتعرّض: الإقدام على الشيء، أي: من غير إقدام للأدلّة والعلل، والأدلّة: جمع دليل كالأجنّة جمع جنين، والدليل في اللغة: ½راه نمائيدن¼، وفي الاصطلاح: ما يلزم من العلم به العلم بشئ آخر، والعلل: جمع علّة كالهمم جمع هِمّة، والعلّة في اللغة: ½المؤثّر¼، وفي الاصطلاح: ما يتوقّف عليه وجود الشئ أي المعلول، فإن قلت: قد تعرّض المص رحمه الله تعالى للأدلّة في بعض المواضع فكيف يستقيم قوله: من غير تعرّض... إلخ، قلنا: هذا أيضاً محمول على الأكثر، "ه، ي"

([2]) قوله: [لئلا يشوّش ذهن المبتدي عن فهم المسائل] إن كان ½يشوّش¼ بصيغة مبنيّة للفاعل فالضمير راجع إمّا إلى المختصر أو إلى تعرّض للأدلّة، وعلى كلا التقديرين يكون ذهن المبتدي منصوباً على المفعوليّة، وإن كان بصيغة مبنيّة للمفعول فلا ضمير فيه ويكون ذهن المبتدي مرفوعاً على أنه مفعول ما لَم يسمّ فاعله، ثُمّ التشويش في اللغة: ½پريشان كردن¼، والذهن في اللغة: الفهم، وفي الاصطلاح: قوّة معدّة لاكتساب التصورات والتصديقات، والمبتدي في اللغة: ½آغاز كننده¼، وفي الاصطلاح: هو الّذي شرع في الجزء الأوّل من الشئ مع قصد تحصيل باقي الأجزاء، وهو على نوعين: طبعيّ واكتسابِيّ، فالطبعيّ هو الّذي يكتسب المسائل بطبعه وفهمه، والاكتسابِيّ الّذي يكتسبها من الغير كالتلاميذ، والمراد ههنا هو الاكتسابِيّ لا الطبعيّ؛ فإنّه لو اشتغل بالمسائل ثُمّ بالدلائل والعلل يتشوّش ذهنه عن فهم نفس المسئلة مع أنه هو المقصود الأصليّ؛ لأنّ هذه الأمور مزيدة للتشويش موجبة لتغيّر النشاط والانبساط.

([3]) قوله: [وسَمّيته بـ½هداية النحو¼] الباء زائدة؛ لأنّ باب ½سمّى يسمّي¼ متعدّ بنفسه إلى المفعولين،

يقال: ½سَمّيته كذا¼ و½سَمّيته بكذا¼، وفي إضافة ½الهداية¼ إلى ½النحو¼ جهتان إحداهما: أن يكون من باب

إضافة المصدر إلى المفعول فيه، والفاعل والمفعول به كلاهما محذوفان تقديره: ½هدايته المبتدي في

النحو¼ كما يدلّ عليه قوله: رجاء أن يهدي الله...إلخ، والثانية: أن يكون من باب إضافة المصدر إلى

المفعول به، والفاعل محذوف تقديره: ½هدايته النحو من يستحقّ الهداية¼ كأنّ النحو مجهول الطريق فهذا المختصر يكون هادياً له كأنه أسلك النحويّ على طريقه، "ه".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279