عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

فإن كان([1])زائداً على الثلاثيّ أو كان لوناً أو عيباً يجب أن يبنى ½أفعل¼ من ثلاثيّ مجرّد ليدلّ على مبالغة وشدّة وكثرة ثُمّ يذكر بعده مصدر ذلك الفعل منصوباً على التمييز، كما تقول: ½هو أشدّ إستخراجاً¼ و½أقوى حمرة¼ و½أقبح عرجاً¼، وقياسه([2])أن يكون للفاعل كما مرّ، وقد جاء([3])للمفعول قليلاً نحو: ½أعذر¼ و½أشغل¼ و½أشهر¼، واستعماله([4])على



([1]) قوله: [فإن كان] أي: الفعل الذي أريد تفضيل أصله لأحد على غيره، زائداً على الثلاثيّ بأن كان ثلاثيًّا مزيداً فيه أو رباعيًّا مجرّداً أو مزيداً فيه، أو كان الثلاثيّ المجرّد لوناً أو عيباً يجب أن يُبنى... إلخ، وقوله: ½هو أشدّ استخراجاً¼ مثال لغير الثلاثيّ المجرّد، و½أقوى حمرة¼ مثال للون، و½أقبح عرجاً¼ مثال للعيب.

([2]) قوله: [قياسه] أي: قياس اسم التفضيل أن يكون اشتقاقه للفاعل لا للمفعول؛ لأنّ التفضيل لمن له تأثير فِي الفعل بالزيادة والنقصان، وهو الفاعل لا المفعول، واعلم أنّ اسم التفضيل كما يجئ لتفضيل الفاعل قياساً كذلك يجئ لتفضيل الصفة المشبّهة قياساً نحو: ½أكرم¼ و½أحسن¼، فكلام المص محمول على حذف المعطوف أي: قياسه أن يكون للفاعل والصفة المشبّهة. "ي".

([3]) قوله: [قد جاء... إلخ] أي: وقلّما يجئ اسم التفضيل لتفضيل المفعول على غير القياس قليلاً أي: زماناً قليلاً أو مجيئاً قليلاً نحو: ½أعذر¼ و½أشغل¼ و½أشهر¼ لمن هو أكثر معذورية وأكثر مشغولية وأكثر مشهورية. "ي".

([4]) قوله: [استعماله] أي: استعمال اسم التفضيل فِي الكلام واقع على ثلثة أوجه: إمّا مضاف أو معرّف باللام العهدية أو بـ½مِنْ¼، وإنّما وجب استعمال اسم التفضيل بأحد هذه الأوجه الثلثة؛ لأنّ الغرض من اسم التفضيل هو تفضيل الموصوف على غيره، وهذا الغرض لا يحصل إلاّ بأحد هذه الأوجه؛ لأنها تدلّ على المفضّل عليه، أمّا دلالة ½مِنْ¼ والإضافةِ عليه فظاهر، وأمّا دلالة اللام عليه فلأنه يشار بها إلَى المعيّن فيكون المفضّل عليه معهوداً منويًّا، وكلمة أو ههنا لمنع الخلوّ والجمع فلا يخلو اسم التفضيل من أحد هذه الأوجه الثلاثة ولا يجتمع فيه اثنان منها فلا يقال: ½زيد أفضل¼ بدون أحد منها، ولا ½زيد الأفضل من عمرو¼ مع اثنين منها، ويستثنى عن هذه القاعدة صورتان إحديهما: ما إذا علم المفضّل عليه فحينئذ يقدّر ½مِنْ¼ بناء على القرينة نحو: ½الله أكبر¼ أي: أكبر من كلّ كبير، ونحو: ½زيد كريم وعمرو أكرم¼ أي: من زيد، والثانية: ما إذا جرّد اسم التفضيل عن معنى التفضيل بالعدل؛ لأنّ الاستعمال بأحدها لبيان التفضيل فإذا زال عنه معنى التفضيل استغنى عن هذا الاستعمال، كما فِي ½أخر¼ و½جمع¼ فإنّه خرج عن معنى التفضيل وصار بمعنى غير، وكذا ½الدنيا¼ تأنيث الأدنى من الدنو، و½الجلى¼ تأنيث الأجل من الجلال فإنّهما خرجا عن معنى التفضيل فإنّ الدنيا صار اسماً للزمان المتقدّم على الآخرة، والجلى صار اسماً للخطّة العظيمة، ويجوز استعمال اسم التفضيل عارياً عن الوجوه الثلثة بجعله بمعنى اسم الفاعل قياساً عند المبَرِّد، وسماعاً عند غيره وهو الأصحّ ومنه قوله تعالى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾[الروم: 27] إذ ليس شئ أهون عليه تعالَى من شئ. "ي" وغيره.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279