عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

وللاستعانة([1])نحو: ½كتبت بالقلم¼، وقد يكون للتعليل كقوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ([2])الْعِجْلَ[البقرة: 54]، وللمصاحبة([3]) كـ½خرج زيد بعشيرته¼، وللمقابلة([4])كـ½بعت هذا بذاك¼، وللتعدية([5]) كـ½ذهبت بزيد¼، وللظرفية([6])كـ½جلست بالمسجد¼، وزائدة([7])قياساً في



([1]) قوله: [وللاستعانة] أي: ويجئ الباء للدلالة على أنّ ما دخلت هي عليه يستعان به على الفعل نحو: ½كتبت بالقلم¼ أي: كتبت مستعيناً به. "ي".

([2]) قوله: [باتّخاذكم] أي: لاتّخاذكم العجل إلهاً.

([3]) قوله: [وللمصاحبة] أي: ويجئ الباء للمصاحبة أي: لجعل ما بعدها مصاحباً لِما قبلها في تعلّق الفعل منهما فتكون بمعنى ½مع¼ نحو: ½خرج زيد بعشيرته¼ أي: مع عشيرته، فإن قلت: إنّ المتبادر من خروج زيد مع عشيرته كونه ملصقاً بالعشيرة وهذا بعينه معنى الإلصاق فيلزم التكرار في عبارة المص، قلنا: إنّه لا يستلزم أن يكون العشيرة حال خروج زيد ملصقاً به؛ لأنّ المصاحبة لا يستلزم الإلصاق بخلاف العكس، فإن الإلصاق يستلزم المصاحبة؛ إذ لا يتصوّر الإلصاق بدون المصاحبة؛ لأنّ الخاصّ لا يتصوّر بدون العامّ بخلاف العكس. "سن".

([4]) قوله: [وللمقابلة] أي: ويجئ الباء للمقابلة أي: لجعل مدخولها عوضاً عن شئ آخر نحو: ½بعت هذا بذلك¼، وكقوله تعالى:﴿ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ﴾ [التوبة: ٣٨].

([5]) قوله: [وللتعدية] أي: ويجئ الباء للتعدية أي: لجعل الفعل اللازم متعدّياً بتضمّنه معنى التصيير بإدخال الباء على المفعول نحو: ½ذهبت بزيد¼ أي: صيّرته ذاهباً، واعلم أنّ للتعدية معينين أحدهما: تضمين الفعل معنى التصيير، والثاني إيصال الفعل إلى معموله، فالمراد بالتعدية ههنا المعنى الأوّل، فإنّه مختصّ بالباء، والمعنى الثاني مشترك فيه جميع حروف الجرّ. "مل" وغيره.

([6]) قوله: [وللظرفيّة] أي: ويجئ الباء لجعل ما بعدها ظرفاً لِما قبلها نحو: ½جلست بالمسجد¼ أي: في المسجد.

([7]) قوله: [وزائدة] أي: والباء زائدة قياساً في خبر النفي بـ½لَيْسَ¼ و½مَا¼ نحو: ½ليس زيد بقائم¼ و½ما زيد براكب¼، وزيادة الباء لم يثبت في ½إنْ¼ النافية، وكذا تزاد الباء في الاستفهام بـ½هل¼ لا مطلقاً نحو: ½هل زيد بقائم¼ فلا يقال: ½أزيد بقائم¼، وقوله: ½قياساً¼ منصوب على أنه مفعول مطلق أي: قسنا قياساً، أو خبر ½يكون¼ المحذوف تقديره: ½وتلك الزيادة يكون قياساً¼، أو على نزع الخافض أي: عرفنا تلك الزيادة في خبر النفي والاستفهام بالقياس، فحذف الفعل والفاعل والمفعول مع الجارّ نسياً، وإنّما لم يقيّد المص النفي بـ½لَيْسَ¼ و½مَا¼ والاستفهام بـ½هَلْ¼؛ لأنّه لعلّه أراد النفي والاستفهام المعهودين في هذا الباب في عرفهم المشهور وهو النفي المذكور. "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279