عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

½قدم الحاجّ حتّى الْمُشاة¼، ولا تدخل([1])إلاّ على الظاهر فلا يقال: ½حتّاه¼ خلافاً للمبَرِّد، وقول الشاعر شعر:

فَلاَ وَاللهِ لاَ يَبْقَى أُنَاس

فَتًى حَتَّاكَ يَا ابْنَ أَبِيْ زِيَاد

شاذّ، و½في¼([2])وهي للظرفية نحو: ½زيد في الدار¼ و½الماء في الكوز¼، وبمعنى ½على¼([3])قليلا نحو قوله تعالى: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾[طه: 71]، و½الباء¼([4])وهى للإلصاق نحو: ½مررت بزيد¼ أي: التصق مروري بموضع يقرب منه زيد،...............................

 



([1]) قوله: [ولا تدخل] أي: ½حتّى¼ إلاّ على الظاهر، وإذا امتنع دخولها على غير الظاهر فلا يقال: ½حتّاه¼ و½حتّاك¼ خلافاً للمبرّد فإنّه أجاز دخولها على المضمر كـ½إلى¼ مستدلاًّ بقول الشاعر الّذي نقله المص في المتن، لكنّ استدلاله ضعيف بوجوه منها: أنه قياس غير الشعر على الشعر وهو ضعيف؛ لأنّه يجوز فيه ما لا يجوز في غيره، ومنها: أنه قليل والقليل كالمعدوم، ومنها: عدم معلوميّة صاحبه ولذلك قال "و": إنّ الجمهور يحكمون بشذوذه. "رح" وغيره.

([2]) قوله: [و½في¼] أي: ورابعها ½في¼ وهي موضوعة للظرفيّة أي: تجعل ما بعدها ظرفاً لما قبلها إمّا حقيقة نحو: ½الماء في الكوز¼ أو مجازاً نحو: ½النجاة في الصدق¼. "و".

([3]) قوله: [وبمعنى ½على¼] أي: ويجئ ½في¼ بمعنى ½على¼ قليلاً، أي: مجيئاً قليلاً أو زماناً قليلاً كقوله تعالى: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ [طه: ٧١] أي: على الجذوع، ويجئ ½في¼ بمعنى ½مع¼ كقوله تعالى: ﴿ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ﴾ [الأعراف: ٣٨] أي: مع أمم، وللتعليل كقوله تعالى: ﴿لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: ٦٨] أي: لِما أخذتم، وللمقابلة كقوله تعالى: ﴿مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة: ٣٨] "و" وغيره.

([4]) قوله: [والباء] أي: وخامسها الباء وهي موضوعة لإلصاق الفعل بالمجرور إمّا حقيقة نحو: ½به داء¼ أو مجازاً نحو: ½مررت بزيد¼ أي: التصق مروري بمكان يقرب منه زيد، والمص ذكر مثال الإلصاق المجازي وترك مثال الإلصاق التحقيقي لخفاء ذلك وظهور هذا. "سن".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279