عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

و½ربّه رجلين¼ و½ربّه رجالاً¼، و½ربّه إمرأة¼ كذلك، وعند الكوفيين يجب المطابقة نحو: ½ربّهما رجلين¼ و½ربّهم رجالاً¼ و½ربّها إمرأة¼، وقد تلحقها([1])½ما¼ الكافّة فتدخل على الجملتين نحو: ½ربّما قام زيد¼ و½ربّما زيد قائم¼، ولا بدّ لَها([2])من فعل ماض؛ لأنّ ½ربّ¼ للتقليل الْمحقّق وهو لا يتحقّق إلاّ به، ويحذف ذلك الفعل غالباً كقولك ½ربّ رجل أكرمني¼ في جواب من قال: ½هل لقيت من أكرمك¼ أي: ½ربّ رجل أكرمني لقيته¼، فـ½أكرمني¼ صفة الرجل و½لقيته¼ فعلها وهو محذوف، وواوُ ½ربّ¼([3])وهى الواو الّتي تُبتدأ بِها في أوّل الكلام.......................

 



([1]) قوله: [قد تلحقها] أي: تلحق ½ربّ¼ ½مَا¼ الكافّة أي: المانعة عن العمل وتكتب ½مَا¼ الكافّة موصولة بـ½ربّ¼، وتدخل ½ربّ¼ بعد لحوق ½مَا¼ الكافّة بها على الجملتين الاسميّة والفعليّة؛ لأنّها بسبب لحوق ½مَا¼ الكافّة خرجت عن العمل فلا يشرط أن يكون مدخولها صالحاً لعملها نحو: ﴿ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾[الحجر: ٢].

([2]) قوله: [ولا بدّ لها] أي: لا بدّ لـ½ربّ¼ من فعل ماض تتعلّق به ½ربّ¼؛ لأنّ ½ربّ¼ للتقليل المتحقّق وهو لا يتحقّق إلاّ في الماضي، ويحذف ذلك الفعل غالباً أي: في غالب الاستعمالات لوجود القرائن، أمّا قوله تعالى: ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ﴾[الحجر: 2] فكالماضي لصدق الميعاد به وتحقّقه فهو إذن بمنـزلة الموجود المتحقّق فيكون ½يودّ¼ بمعنى ½ودّوا¼ ويؤيّده قوله تعالى:﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾[غافر: 70 /71] حيث جمع بين ½إذ¼ الّذي هو للماضي وبين ½سَوْفَ¼ الّذي هو للاستقبال لكونه بمنـزلة الموجود لتعرّيه عن الريب. "ي".

([3]) قوله: [وواو ½ربّ¼] أي: وثامنها واو ½ربّ¼ الّتي تكون بمعنى ½ربّ¼ ولهذا تستحقّ صدر الكلام كما أشار إليه بقوله: وهي الواو الّتي تبتدأ بها في أوّل الكلام، ولا تدخل إلاّ على مظهر نكرة موصوفة، وتحتاج إلى فعل ماض يحذف غالباً، وإنّما لم يقل المص: ½واو ½ربّ¼ في حكم ½ربّ¼ لئلاّ يتوهّم لحوق ½مَا¼ الكافّة بها، ثمّ هذه الواو للعطف عند سيبويه وليست بجارّة فإن لم تكن في أوّل الكلام فكونها للعطف ظاهر، وإذا كانت في أوّل الكلام يقدّر له معطوف عليه، وعند الكوفيين إنّها حرف عطف في الأصل ثمّ صارت قائمة مقام ½ربّ¼ جارّة بنفسها لصيرورتها بمعنى ½ربّ¼، فلا يقدّرون له معطوفاً عليه؛ لأنّ التقدير خلاف الأصل. "و".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279