عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

كقول الشاعر شعر:

وَبَلْدَةٍ([1])لَيْسَ بِهَا أَنِيْس

إلاَّ الْيَعَافِيْرُ وَإِلاَّ الْعِيْسُ

وواو القسم([2])وهى تختصّ بالظاهر نحو: ½والله والرحمن لأضربنّ¼، فلا يقال: ½وَكَ¼، وتاء([3])القسم وهى تختصّ بالله وحده فلا يقال: ½تالرحمن¼، وقولُهم: ½تَربِّ الكعبة¼ شاذّ، وباء القسم([4])وهى تدخل على الظاهر



([1]) قوله: [وبلدة] أي: ربّ بلدة، والبلدة كلّ جزء من الأرض مستجير عامر، والأنيس كلّ ما يوانس به، واليعافير جمع يعفور وهو ولد الظبي بلون التراب، وبضمّ الياء الخشف، والعيس بالكسر جمع عيساء وهي الإبل الأبيض الّتي يخالط بياضها شئ من الصفرة. "ي".

([2]) قوله:[وواو القسم]أي: وتاسعها واو القسم وهي إنّما تكون عند حذف فعل القسم فلا يقال: ½أقسمت والله¼ لكثرة استعمالها في القسم، وهي مختصّة بالاسم الظاهر سواء كانت اسم الله نحو: ½والله لأفعلنّ كذا¼ أو غيره، واختصاص الواو بالظاهر لحطّ مرتبتها عن رتبة الأصل وهو الباء، وإذا كان الواو مختصّة بالظاهر فلا يقال: ½وَكَ لأفعلنّ كذا¼، ولا تستعمل في السؤال أيضاً فلا يقال: ½والله أخبرني¼ كما يقال: ½بالله أخبرني¼. "و".

([3]) قوله: [وتاء] أي: وعاشرها تاء القسم وهي مثل الواو في حذف الفعل وعدم الاستعمال في السؤال فلا يقال: ½أحلف تالله¼ ولا ½تالله أخبرني¼، ومختصّة باسم الله وحده دون غيره من الأسماء المظهرة والمضمرة وذلك لحطّ مرتبة التاء عن مرتبة الأصل الّذي هو الواو بتخصيصها ببعض المظهر، وخصّ منه ما هو أصل في باب القسم وهو اسم الله تعالى، وأجاز الأخفش دخول تاء القسم على غير اسم الله تعالى مستدلاًّ بقول العرب: ½تربّ الكعبة¼ والجمهور حكموا بشذوذه، ولمّا كان المختار عند المص قول الجمهور قال: وقولهم أي: قول العرب الّذي استدلّ به الأخفش شاذّ لا يقاس عليه غيره. "ي" وغيره.

([4]) قوله: [وباء القسم] أي: والحادي عشر باء القسم وهي تدخل على الظاهر والمضمر فهي أعمّ من الواو والتاء، ويجوز فيها إظهار الفعل نحو: ½أقسمت بالله¼، ويجوز استعمالها في السؤال نحو: ½بالله

اجلس¼ وفي كلّ مقسم ظاهراً كان أو مضمراً نحو: ½بالله وبالرحمن وبك لأفعلنّ كذا¼. "غ".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279