عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

أو ظرفيّة([1])نحو: ½زيد خلفك¼ و½عمرو في الدار¼. والظرف([2])متعلّق بجملة عند الأكثر وهي ½استقرّ¼ مثلاً تقول: ½زيد في الدار¼ تقديره:



([1]) قوله: [أو ظرفيّة] منصوب على العطف على قوله: ½اسميّة¼ أي: قد يكون الخبر جملة ظرفيّة وهي الّتِي نشأت من تعلّق الظرف والجارّ والْمجرور سواء كانت ظرف زمان أو مكان، وحروف الجرّ الّتِي تقع خبراً إنّما هي ½مِنْ¼ و½إِلَى¼ و½فِيْ¼ واللام والباء والكاف و½عَلَى¼ و½عَنْ¼ دون ما دونَها، نحو: ½زيد خلفك¼ و½عمرو فِي الدار¼ فـ½زيد¼ مبتدأ و½خلفك¼ خبره، وكذا ½عمرو¼ مبتدأ و½فِي الدار¼ خبره، واعلم أنه قد اختلف النحاة فِي وقوع الظرف خبراً فذهب بعضهم إلَى أنّ الخبر هو الفعل المقدّر لا الظرف القائم مقامه، وذهب بعضهم إلَى أنّ الخبر هو الظرف القائم مقام الفعل المقدّر لا الفعل المقدّر، وذهب بعضهم إلَى أنّ الخبر هو الفعل المقدّر والظرف جميعاً، واختلفوا أيضاً فِي تقدير متعلّق الظرف فذهب البصريّون إلَى أنّ الظرف متعلّق بالفعل؛ لأنّ الظرف معمول لذلك المقدّر والأصل في العمل هو الفعل، فإذا وجب التقدير فالفعل أولى، ثُمّ إن كان هناك قرينة تدلّ على خصوصيّة الفعل وتعيينه فذلك الفعل الخاصّ هو المتعلّق دون غيره، وإن لَم يكن هناك قرينة على تخصيص الفعل وتعيينه فالمتعلّق من الأفعال العامّة الّتِي هي الكون والثبوت والوجود والحصول، وذهب الكوفيّون إلَى أنّ الظرف متعلّق بالاسم؛ لأنّ الظرف فِي محلّ الخبر والأصل فِي الخبر الإفراد، والمفرد لا يكون إلاّ اسماً، فان قلت: تقسيم المص الجملةَ إلَى هذه الْجُمَل الأربعة أي: الفعليّة والاسميّة والشرطيّة والظرفيّة باطل؛ لأنّ القاعدة فِي باب التقسيم أن يكون قسم قسيماً وضداً لآخر، والحال أنّ الجملة الشرطيّة والظرفيّة راجعة إلَى الفعليّة أي: مندرجة تحتها، فلا تكون قسيمة للجملة الفعليّة، قلنا: عدّ المص الجملةَ الشرطيّة والظرفيّة على حدة بالنظر إلَى أنّ الشرطيّة مدخولة حرف الشرط ويتوقّف عليها جملة أخرى، فصارت كأنها غير الفعليّة الّتِي لا تكون مدخولة حرف الشرط ولا يتوقّف عليها جملة أخرى، وكذا بالنظر إلَى أنّ الجملة الظرفيّة نشأت من تعلّق الظرف فصارت كأنها غير الفعليّة الّتِي لا تكون نشأتها من تعلّق الظرف، فبهذا الاعتبار يكون كلّ واحدة من الجمل الأربعة متبايناً وقسماً على حدة، "ه".

([2]) قوله: [والظرف] سواء كان ظرف زمان أو مكان أو ما يجري مجراه، متعلّق بجملة أي: بفعل مذكور

أو مقدّر، والظرف المتعلّق بالمذكور يسمّى ½ظرفاً لغواً¼؛ لأنه لَمّا تعلّق الظرف بالعامل المذكور كان العمل للعامل لا له فهو يلغى عن العمل، والظرف المتعلّق بالمقدّر يسمّى ½ظرفاً مستقرًّا¼ بفتح القاف؛ لأنّ العامل لَمّا حذف انتقل ضميره إلَى الظرف فيسمّى ½مستقرًّا¼ لاستقرار الضمير فيه، "ي".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279