عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

لفظاً نحو: ½ياعبد الله([1])¼ أي: أدعو عبد الله، وحرف النداء قائم مقام ½أدعو¼، وحروف النداء خمسة: يا وأيا وهيا وأي والهمزة المفتوحة، وقد يحذف حرف النداء لفظاً([2])نحو: ½يوسف أعرض عن هذا¼، واعلم([3]) أنّ المنادى على أقسام فإن كان مفرداً معرفة يبنى([4])على علامة الرفع



([1]) قوله: [يا عبد الله] أصله: ½أدعو وأنادي عبد الله¼ فحذف الفعل وأقيم ½يَا¼ مقامه، فإن قلت: إنّ قولكم: ½أدعو زيداً¼ يحتمل الحكاية مع الغير، وقولكم: ½يا زيد¼ لا يحتمل ذلك، فلا يكون أصل ½يا زيد¼: ½أدعو زيداً¼، قلنا: إنّ أصل ½يا زيد¼: ½أدعوك¼، وفِي قولنا: ½أصل يا زيد أدعو زيداً¼ أقيم المظهر موضع المضمر، وقولنا: ½أدعوك¼ لا يحتمل الحكاية مع الغير، وإنّما وجب حذف الفعل ههنا؛ لأنّ حرف النداء نائب منابه فلو ذكر الفعل يلزم الجمع بين النائب والمنوب، وهذا ما ذهب إليه سيبويه؛ لأنّ ناصب المنادى عنده هو الفعل، وذهب المبَرِّد إلَى أنّ ناصبه حرف النداء، وليس هذا مِمّا نحن فيه، وذهب أبو علي إلَى أنّ المنادى منصوب بحرف النداء من حيث إنّ حروف النداء من قبيل أسماء الأفعال، "ي" وغيره.

([2]) قوله: [قد يحذف حرف النداء] عن المنادى على سبيل الجواز للتخفيف إذا لَم يكن المنادى اسم الجنس ولا اسم الإشارة ولا مستغاثاً ولا مندوباً؛ لأنه لا يجوز حذف حرف النداء عن هذه الأشياء، وقد يحذف حرف النداء للعوض نحو: ½اللهمّ¼ فالميم المشدّدة عوض عن حرف النداء، وقال الكوفيون: أصله ½يا الله أمّـنّا بالخير¼ أي: اقصدنا بالخير، فحذفت الهمزة بعد حذف الضمير، وحذف حرف النداء جوازاً فاتّصلت الميم باسم الله سبحانه تعالى وصار ككلمة واحدة، فالميم فيه ليست عوضاً عن حرف النداء عندهم، "ي".

([3]) قوله: [واعلم... إلخ] شروع فِي بيان أقسام المنادى وأحكامه، وقوله: ½مفرداً¼ احتراز عن المضاف والشبه به، والمراد بالمفرد ما لا يكون مضافاً ولا مشبهاً به، وقوله: ½معرفة¼ احتراز عن النكرة نحو: ½يا رجلاً¼ لغير معيّن، والمراد بالمعرفة أعمّ من أن يكون معرفة قبل النداء أوبعده ولهذا ذكر مثالين للمبنِيّ على الضمّ، "غ".

([4]) قوله: [يُبنَى] أي: المنادى المعرّف المفرد على علامة الرفع كالضمّةِ فِي الاسم المفرد الصحيح

والجاري مجرى الصحيح والجمع المكسّر، والألفِ فِي التثنية، والواوِ فِي جمع المذكّر السالِم، وإنّما بنُِي المنادى المعرّف المفرد لوقوعه موقِع الكاف الّتِي هي أيضاً مبنيّة، وإنّما بنِي على الرفع؛ لأنه لو بنِي على الكسرة لالتبس بالاسم المضاف إلَى ياء المتكلّم المحذوفة عنه الياء واكتُفِي بالكسرة نحو: ½يا غلام¼، ولو بنِي على الفتحة لالتبس بالمنادى المضاف إلَى ياء المتكلّم وأبدلت ياءه ألفاً ثُمّ حذفت الألف واكتُفِي بفتح ما قبلها نحو: ½يا غلامَ¼ أصله: ½يا غلامي¼، "ه".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279