عنوان الكتاب: عناية النحو على هداية النحو

كالضمّة ونحوها نحو: ½يا زيد¼ و½يا رجل¼ و½يا زيدان¼ و½يا زيدون¼، ويخفض([1])بلام الاستغاثة نحو: ½يا لزيد¼، ويفتح([2])بإلحاق ألفها نحو ½يا زيداه¼، وينصب([3])إن كان مضافاً نحو: ½يا عبد الله¼ أو مشابِها للمضاف



([1]) قوله: [ويخفض... إلخ] أي: يخفض المنادى إذا يدخله اللام الجارّة الّتِي تدخل وقت الاستغاثة ليخصّص المنادى ويُميّزه من بين الأمثال فِي الادّعاء، و½الاستغاثة¼ من ½غوث¼ وهو استدعاء المظلوم أحداً يرفع الظلم عنه، وهو يقتضي مدعوًّا ومدعوًّا له فالأوّل مستغاث والثانِي مستغاث له، واللام فِي الأوّل مفتوحة وفِي الثانِي مكسورة للفرق بينهما، وإنّما خفض المنادى بلام الاستغاثة؛ لأنّ اللام الجارّة عملها الجرّ، فإن قلت: لا أسلّم أنّ اللام جارّة؛ لأنها لوكانت كذلك لكانت مكسورة لا مفتوحة، قلنا: الأمر كذلك إلاّ أنها ههنا للفرق بين لام الاستغاثة ولام المستغاث له فيما إذا حذف المستغاث نحو: ½يا لقوم¼ أصله: ½يالَزيد للقوم¼، أو لأنّ هذا المظهر شابَه المضمر من حيث وقوعه موقعه فكما أنّ اللام إذا دخلت على المضمر كانت مفتوحة نحو: ½لَك¼ و½لَه¼ فكذا إذا دخلت على المظهر الْمُشابِه للمضمر كانت مفتوحة، "ه".

([2]) قوله: [ويفتح... إلخ] أي: يفتح المنادى إذا لحقته ألف الاستغاثة، وإنّما تلحقه الألف وقت الاستغاثة لإفادة مدّ الصوت المطلوب فِي الاستغاثة، وإنّما بنِي المنادى حين إلحاق ألف الاستغاثة على الفتح؛ لأنّ الألف تقتضي الفتحة، ويلزم الهاء عند لحوق ألف الاستغاثة نحو: ½يا زيداه¼؛ لئلاّ تلتبس ألف الاستغاثة بالألف المنقلبة عن ياء المتكلّم نحو: ½يا غلاما¼، "ه".

([3]) قوله: [وينصب] أي: ينصب المنادى إن كان مضافاً، واعلم أنّ ما سوى المنادى المفرد المعرّف على أربعة أقسام والمنادى فِي كلّها منصوب: قسم لا يكون مفرداً بل كان مضافاً نحو: ½يا عبد الله¼، وقسم لا يكون مفرداً بل كان مشابِهاً للمضاف نحو: ½يا طالعاً جبلاً، وقسم لا يكون معرفة لا قبل دخول حرف النداء عليه ولا بعده بل كان نكرة نحو: ½يا رجلاً¼ لغير معيّن، وقسم لا يكون مفرداً ولا معرفة نحو: ½يا حسن وجهه ظريفاً¼، وإنّما أعرب هذا القسم من المنادى؛ لأنّ الإضافة وشبهها من خواصّ الاسم المعظّمة المكبّرة يقوي بِها جهة الاسميّة والأصل فِي الاسم هو الإعراب، وإنّما نصب؛ لأنّ المنادى مفعول به فِي الحقيقة وإعراب المفعول به هو النصب عند عدم مانع، "سن".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

279