عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

حسيّ, وإمّا عقليّ نحو: ﴿ وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلَّيۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ ﴾ [يس:٣٧] فإنّ المستعار منه كشط الجلد عن نحو الشاة والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسيّان والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر, وإمّا مختلف كقولك: ½رأيتُ شمسًا¼ وأنت تريد إنسانًا كالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن, وإلاّ فهما إمّا عقليّان نحو: ﴿ مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ[يس:٥٢] فإنّ المستعار منه الرقاد والمستعار له الموت والجامع عدم ظهور الفعل والجميع عقلي, وإمّا مختلفان والحسيُّ هو المستعار منه نحو: ﴿ فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ ﴾ [الحجر:٩٤] فإنّ المستعار منه كسر الزجاجة وهو حسيٌّ والمستعار له التـبليغ والجامع التأثـير وهما

(حسيّ) أي: مدرَك بالبصر والسمع (وإمّا عقليّ) عطف على قوله ½إمّا حسيٌّ¼ (نحو) قوله تعالى: (﴿وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلَّيۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ) فَإِذَا هُم مُّظۡلِمُونَ(فإنّ المستعار منه) هو معنى السلخ وهو (كشط الجلد) أي: إزالته (عن نحو الشاة) أي: عن الشاة ونحوها (والمستعار له) هو (كشف الضوء) أي: إزالته (عن مكان الليل) أي: عن الهواء الذي بين السماء والأرض أو عن سطح الأرض (وهما) أي: كشطُ الجلد وكشفُ الضوء (حسيّان) مدرَكان بحاسّة البصر باعتبار متعلَّقهما وهو اللحم والضوء وهو كافٍ في حسيّتهما (والجامع) بين الطرفين (ما يعقل من ترتّب أمر على آخر) إذ في الأوّل ترتّب ظهور اللحم على كشط الجلد وفي الثاني ترتّب ظهور الليل على كشف الضوء (وإمّا مختلف) أي: بعض الجامع حسيّ وبعضه عقليّ (كقولك ½رأيتُ شمسًا¼ وأنت تريد إنسانًا كالشمس في حسن الطلعة) أي: في حسن الوجه وهو حسيٌّ (و) في (نباهة الشأن) أي: شهرته ورفعته عند النفوس وهو عقليّ (وإلاّ) معطوف على قوله ½إن كانا حسيَّيْنِ¼ أي: وإنْ لم يكونا حسيَّيْنِ (فهما) أي: الطرفان (إمّا عقليّان) ويلزم أن يكون الجامع بينهما عقليًّا لعدم صحّة قيام المحسوس بالمعقول (نحو) قوله تعالى: (﴿مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ﴾ فإنّ المستعار منه) هو (الرقاد) أي: النوم على أنّ المرقد مصدر ميميّ (والمستعار له) هو (الموت والجامع) بين الرقاد والموت (عدم ظهور الفعل والجميع) من الرقاد والموت وعدم ظهور الفعل (عقلي) غير مدرك بالحاسّة (وإمّا مختلفان) بأن كان أحد الطرفين حسيًّا والآخر عقليًّا (والحسيُّ هو المستعار منه) والعقليّ هو المستعار له (نحو) قوله تعالى: (﴿فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ ﴾ فإنّ المستعار منه) هو (كسر الزجاجة) ونحوها (وهو حسيٌّ) باعتبار متعلَّقه (والمستعار له) هو (التبليغ والجامع) بين الكسر والتبليغ (التأثير وهما) أي: التبليغ والتأثير


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229