عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

عقليّان, وإمّا عكس ذلك نحو: ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ ﴾ [الحاقة:١١] فإنّ المستعار له كثرةُ الماء وهو حسيٌّ والمستعار منه التكبّر والجامع الاستعلاء المُفرِطُ وهما عقليّان, وباعتبار اللفظ قسمان لأنه إنْ كان اسمَ جنس فأصليّة كـ½أسد¼ و½قتل¼, وإلاّ فتبعيّة كالفعل وما يشتق منه والحرف, فالتشبيه في الأولين لمعنى المصدر وفي الثالث لمتعلَّق معناه كالمجرور في ½زيد في نعمة¼ فيُقدَّر في ½نطقتِ الحالُ والحال ناطقة بكذا¼ للدلالة بالنطق, وفي لام التعليل نحو: ﴿ فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ﴾ [القصص:٨], للعداوة والحزن بعد الالتقاط بعلّته الغائيّة,...................................

(عقليّان وإمّا عكس ذلك) أي: الحسيّ هو المستعار له والعقليّ هو المستعار منه (نحو) قوله تعالى: (﴿إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ فإنّ المستعار له) هو (كثرةُ الماء وهو حسيٌّ والمستعار منه) هو (التكبّر والجامع) بين كثرة الماء والتكبّر (الاستعلاء المُفرِطُ) أي: الزائد على الحدّ (وهما) أي: التكبّر والاستعلاء المفرط (عقليّان) غير مدركين بالحاسّة (و) الاستعارة (باعتبار اللفظ) المستعار (قسمان لأنه) أي: لأنّ اللفظ المستعار (إنْ كان اسمَ جنس) بأن كان اسمًا كليًّا غيرَ مشتقّ (فـ) الاستعارة (أصليّة كـ½أسد¼) في ½رأيت أسدًا يرمي¼ (و) كـ(½قتل¼) في ½هذا قتل¼ أي: ضرب شديد (وإلاّ) أي: وإن لم يكن اللفظ المستعار اسمَ جنس (فـ) الاستعارة (تبعيّة كالفعل وما يشتق منه) من اسمي الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة (و) كـ(الحرف, فالتشبيه) الواقع (في الأولين) أي: في الفعل والأسماء المشتقّات (لمعنى المصدر) أي: منصرف للحدث الذي يشمله الفعل والاسم المشتقّ (و) التشبيه (في الثالث) أي: في الحرف (لمتعلَّق معناه) أي: منصرف له, والمراد بمتعلَّق معنى الحرف معنًى يُعبَّر به عن معنى الحرف عند تفسيره كقولنا: ½الظرفيّة معنَى فِيْ¼ فهذا متعلَّق معناها الذي هو الظرفيّة الجزئيّة المخصوصة, فقول المصنف في تمثيل متعلّق معنى الحرف: (كالمجرور في ½زيد في نعمة¼) غير صحيح (فيُقدَّر) أي: إذا كان التشبيه لمعنى المصدر ولمتعلَّق معنى الحرف فيقدّر التشبيه (في ½نطقتِ الحالُ) بكذا¼ (و) في (½الحال ناطقة بكذا¼ للدلالة بالنطق) أي: يُجعَل دلالة الحال مشبّهًا والنطقُ مشبّهًا به ووجهُ الشبه إيضاح المعنى ثمّ يُستَعار لدلالة الحال لفظُ النطق ثمّ يُشتَقّ من النطقِ المستعارِ الفعلُ والصفةُ ويُستعمَل في دلالة الحال, فتكون الاستعارة في المصدر أصليّةً وفي الفعل والصفة تبعيّةً (و) يقدّر التشبيه (في) استعارة (لام التعليل) للمعاقبة (نحو) قوله تعالى: (﴿فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ للعداوة والحزن) الحاصلَيْنِ (بعد الالتقاط بعلّته الغائيّة)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229