عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

القولُ في الاقتِباسِ والتضمينِ والعَقْدِ والحَلِّ والتلميحِ, أمّا الاقتباس فهو أن يُضمَّن الكلام شيئًا من القرآن أوالحديث لا على أنه منه كقول الحريريّ: ½فلَمْ يَكنْ إلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ حتّى أنشَدَ فأغرَبَ¼, وقول الآخَر: إِنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ عَلَى هَجْرِنَا * مِنْ غَيْرِ مَا جُرْمٍ فَـصَبْرٌ جَمِيْلُ * وَإِنْ تَبَدَّلْتِ بِنَا غَيْرَنَا * فَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ, وقول الحريريّ: ½قُلْنَا شَاهَتِ الوُجُوْهُ وقُبِحَ اللُكَعُ ومَن يَرْجُوْه¼, وقول ابن عبّاد: قَالَ لِيْ إِنَّ رَقِيْبِيْ * سَيِّئُ الْخُلْقِ فَدَارِهْ * قُلْتُ دَعْنِيْ وَجْهُكَ الْجَـ  * ـنَّةُ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهْ, وهو ضربان ما لم يُنقَلْ فيه المُقتبَسُ عن معناه الأصليِّ كما تقدّم,     

السرقات الشعريّة (القولُ) أي: الكلام (في الاقتِباسِ والتضمينِ والعَقْدِ والحَلِّ والتلميحِ) لأنّ في كلٍّ منها أخْذَ شيءٍ من الغير كما في السرقات (أمّا الاقتباس فهو أن يُضمَّن الكلام شيئًا) أي: أن يؤتى في ضمن الكلام بشيءٍ (من القرآن أو) من (الحديث لا على أنه منه) أي: لا على وجهٍ يُشعِر بأنّ ذلك الشيء من القرآن أو الحديث (كقول الحريريّ: ½فلَمْ يَكنْ إلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) أي: لم يوجد من الزمان إلاّ مثل ما ذكر (حتّى) أي: فـ(أنشَدَ) فيه أبو زيد السروجي (فأغرَبَ¼) أي: أتى بشيء بديع, ففيه اقتباس من قوله تعالى: ﴿ وَمَآ أَمۡرُ ٱلسَّاعَةِ إِلَّا كَلَمۡحِ ٱلۡبَصَرِ أَوۡ هُوَ أَقۡرَبُۚ [النحل:٧٧] (و) كـ(قول الآخَر: إِنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ) أي: عزمتِ (عَلَى هَجْرِنَا * مِنْ غَيْرِ مَا جُرْمٍ) ½مَا¼ زائدة, أي: من غير ذنب صدر منّا (فَـ) أمرُنا (صَبْرٌ جَمِيْلُ *) اقتباس من قوله تعالى: ﴿ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرٗاۖ فَصَبۡرٞ جَمِيلٞۖ ﴾ [يوسف:١٨] (وَإِنْ تَبَدَّلْتِ بِنَا غَيْرَنَا *) أي: وإن اتّخذتِ غيرَنا بدلاً منّا (فَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ) اقتباس من قوله تعالى: ﴿ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ 173 فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ ﴾ [آل عمران:١٧٣-١٧٤] (و) كـ(قول الحريريّ: ½قلنا شاهَتِ الوجوهُ) مقتبَس من الحديث, روي ((أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام أخذ كفًّا من الحصباء فرمى بها وجوه المشركين وقال: شاهت الوجوه)). أي: قبحت الوجوه بانهزامِها وعودِها بالخَيبة والخسران (وقُبِحَ اللُكَعُ) أي: ولعن اللئيم (ومَن يرجوه¼ و) كـ(قول ابن عباد: قَالَ لِيْ إِنَّ رَقِيْبِيْ *) أي: حارِسي (سَيِّئُ الْخُلْقِ) أي: قبيحُ الطبع غليظُه (فَدَارِهْ *) أمر من المداراة, أي: فلاطِفْ رقيبي (قُلْتُ دَعْنِيْ) أي: اتركني (وَجْهُكَ) مبتدأ (الْجَـ  *  ـنَّةُ) خبر (حُفَّتْ بِالْمَكَارِهْ) حال بإضمار ½قَدْ¼, فيه اقتباس من قوله عليه الصلاة والسلام: ((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَارُ بِالشَهَوَاتِ)). (وهو) أي: الاقتباس (ضربان) أحدهما (ما) أي: اقتباسٌ (لم يُنقَلْ فيه) اللفظُ (المُقتبَسُ عن معناه الأصليِّ) الذي استعمل فيه في المقتبَس منه (كما تقدّم) فإنّ المقتبَسات


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229