عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

وكقوله تعالى: ﴿ يَسۡ‍َٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ﴾ [البقرة:٢١٥], ومنه التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي تنبيهًا على تحقّق وقوعه نحو: ﴿وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ [النمل:٨٧], ومثله: ﴿ وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٞ [الذاريات:٦] ونحوه: ﴿ ذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّجۡمُوعٞ لَّهُ ٱلنَّاسُ﴾ [هود:١٠٣]، ومنه القلب نحو: ½عرضت الناقة على الحوض¼,..............................................

أنّ الأولى بحالهم أن يسئلوا عنها لا عنه, ثمّ السبب أنّ القمر إذا سَامَتَ الشمسَ لم يظهر فيه شيء من نورها لحيلولة الأرض بينهما وإذا انحرف عنها قابله شيء منها فيبدو نورها في نصف دائرته الموازية لمركز الأرض فيُرَى دقيقًا منعطفًا كالقوس ثمّ كلمّا ازداد البعد من المُسامَتة ازدادت المقابلة فيعظم النور حتّى يُرَى النور فيه جميعًا ثم إذا أخذ في القرب منها في سيره كان الانتقاص بمقدار الزيادة حتّى يُسامِتها فيضمحلّ جميعًا كذلك تدبير الحكيم الخبير, ومثّل للثاني بقوله (وكقوله تعالى: ﴿ يَسۡ‍َٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ) كانوا سئلوه عن مقدار ما ينفقون أو جنسه أو كليهما فأجيبوا ببيان المصارف تنبيهًا على أنّ الأهمّ هو السؤال عن المصرف لا عن النفقة؛ وذلك لأنّ النفقة إذا وقعت موقعها كانت معتدًّا بها ولو كانت قليلةً وإن لم تقع موقعها فلا يعتدّ بها ولو كانت كثيرة (ومنه) أي: ومن خلاف مقتضى الظاهر (التعبير عن) المعنى (المستقبل بلفظ الماضي تنبيهًا على تحقّق وقوعه) لأنّ لفظ المضيّ مشعر بتحقّق الوقوع (نحو) قوله تعالى: (﴿وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ) الأصل ½فيفزَع¼ لأنّ الفزع أي: الصعق يقع في المستقبل, وعبّر عنه بلفظ الماضي تنبيهًا على التحقّق, وكذا التعبير عن المعنى الماضي بلفظ المضارع إحضارًا لصورته كقولِه تعالى: ﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا ﴾ [فاطر:٩] الأصل ½فأثارت¼ وقولِه تعالى: ﴿ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ ﴾ [البقرة:١٠٢] الأصل ½ما تلت¼ (ومثله) أي: مثلُ التعبيرِ عن المستقبل بلفظ الماضي التعبيرُ عن المستقبل بلفظ اسم الفاعل في التعبير عن المعنى المستقبل بغيره كقوله تعالى: (﴿وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٰقِعٞ) الأصل ½يقع¼ لأنّ الدين أي: الجزاء يقع في المستقبل (ونحوه) أي: ونحو ما تقدّم من التعبير التعبيرُ عن المعنى المستقبل بلفظ اسم المفعول كقوله تعالى: (﴿ذَٰلِكَ يَوۡمٞ مَّجۡمُوعٞ لَّهُ ٱلنَّاسُ) الأصل ½يُجمَع¼ لأنّ الجمع يقع في المستقبل (ومنه) أي: ومن خلاف مقتضى الظاهر (القلب) وهو وضع جزء الكلام مكان الآخر وبالعكس على وجهٍ يثبت حكم كلّ منهما للآخر (نحو ½عرضت الناقة على الحوض¼) الأصل ½عرضت الحوض على الناقة¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229