عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

أَن يَفۡرُطَ عَلَيۡنَآ أَوۡ أَن يَطۡغَىٰ﴾ [طه:٤٥]. وكذا قوله: ﴿ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ﴾ [النساء:٧١] إلى غير ذلك.

بل السلامة بقدر الله، والعطب بقدر الله، والإنسان يفرّ من أسباب العطب إلى أسباب السلامة، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ ﴾ [البقرة:١٩٥].

قوله صلى الله عليه وسلم: (وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ) قال صلى عليه وسلم: ((لا تتمنّوا لقاء العدوّ، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ولا تفرّوا، فإنّ الله مع الصابرين))[1]. وكذلك الصبر على الأذى في موطن يعقبه النصر.

قوله صلى الله عليه وسلم: (وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ) والكرب هو شدة البلاء، فإذا اشتدّ البلاء أعقبه الله تعالى بالفرج كما قيل: اشتدي أزمة تنفرجي.

قوله صلى الله عليه وسلم: (وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً) قد جاء في حديث آخر أنّه صلى الله عليه وسلم قال: ((لن يغلب عسر يسرين))[2].

وذلك أنّ الله تعالى ذكر العسر مرّتين وذكر اليسر مرّتين، لكنّ عند العرب أنّ المعرفة إذا أعيدت معرفة توحّدت لأن اللام الثانية


 



[1]       "صحيح مسلم"، كتاب الجهاد والسير، باب كراهة تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء، ر:١٧٤٢، صـ٩٥٧. بدون: ((ولا تفرّوا، فإن الله مع الصابرين)).

[2]       "شعب الإيمان"، السبعون من شعب الإيمان، فصل في ذكر ما في الأوجاع...إلخ، ر:١٠٠١٣، ٧/٢٠٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151